يعد الدعم الروحي للمرضى إحدى المساعدات الإرشادية، التي تُستخدم بوصفها عملية مساعدة للمريض، الذي يمر بتجربة صعبة ومتقلبة، إذ يحتاج فيها المريض إلى الدعم الروحي من أجل تجاوز هذه التجربة، من خلال الإفادة من محتوى القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية المطهرة كإحدى المساهمات في تصحيح الأفكار والتصورات الخاطئة، وتزويده بالمعارف الدينية والروحية لتحسين توافقه الروحي مع هذه الظروف، استرشادًا بالعبادات والقِيَم الدينية، (مثل: الإيمان، والتقوى، والتوكل، والصبر، واليقين، والرضا، والسكينة).
ومن هذا يكون تعريف الدعم الروحي للمرضى: أنه علمٌ يُعْنَى باستعمال النصوص الدينية والمفاهيم الروحية في مخاطبة مريضٍ ومن في حكمه، بما يسهم في إنجاح الخطة العلاجية، ويحقق احتياجات المرضى الدينية والروحية.
أهداف الدعم الروحي للمرضى:
- تعزيز القيم الإسلامية والمبادئ الإيمانية للمريض، التي تمكِّنه من تجاوز الضغوطات، ومساعدته روحيًّا على تجاوز الأزمة المرضية والوقوف بجانبه في محنته.
- تحقيق الاستقرار الروحي للمريض من خلال البناء الروحي المستقيم، وذلك بتعزيز موقف أو معتقد أو سلوك يسهم في تحسين الحالة الروحية للمريض.
- إشباع حاجات المريض الروحية في الجوانب العقدية والفقهية.
- تعزيز ثقة المريض بالله، وحُسن الظن به سبحانه وتعالى، وتذكيره بأهمية التوكل والتسليم لله، مع الأخذ بالأسباب المشروعة.
- المساهمة في علاج الاعتلالات الروحية والانحرافات السلوكية للمريض، ومحاولة تغيير أفكاره السلبية حولها، واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية.
- تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض من خلال الالتزام بالمبادئ الإسلامية.
- المساهمة في تحسين جودة الحياة للمرضى وأسرهم.
- المساندة في تحقيق أهداف وزارة الصحة في تعزيز اقتصاديات الصحة.
- المساهمة في رفع مستوى رضى المرضى.
المرضى المستهدفون بالدعم الروحي:
يقدم الدعم الروحي للمرضى، وأُسَر المرضى المحتاجين له، ومن أشهر التخصصات التي يُحتاج فيها للدعم الروحي مرضى الأورام والرعاية التلطيفية، ومرضى الإدمان والصحة النفسية، ومرضى الإقامة الطويلة، وليس ذلك فحسب، بل يقدم الدعم الروحي لجميع فئات المرضى، كلٌّ حسب احتياجه، فمريض الكلى مثلاً يحتاج إلى الدعم الروحي نظرًا لما يعانيه من آلام، وقد يحتاج للإجابة عن أسئلته الدينية، والمريضة في قسم النساء والولادة تحتاج للإجابة عن الأحكام الشرعية في الدماء والنفاس، مع الاحتياج للدعم الروحي في حالات الإجهاض أو وفاة الجنين، وفي أقسام العناية المركزة وأقسام الطوارئ هناك كذلك احتياج ظاهر جليٌّ للدعم الروحي، سواءٌ المرضى أو أسرهم، وغير ذلك من المرضى.