داء السكري النوع الثاني:
هي حالة شائعة تؤدي إلى ارتفاع شديد في مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم، كما أنها حالة تستمر مدى الحياة ويمكن أن تؤثر على الحياة اليومية، قد يحتاج المصاب به إلى تغيير النظام الغذائي، وتناول الأدوية، وإجراء فحوصات منتظمة.

الإنسولين:
هو هرمون يساعد الجسم على استخدام الجلوكوز (السكر) للحصول على الطاقة، حيث يسمح الإنسولين للجلوكوز بدخول الخلايا في الجسم عند الحاجة إليه، ويخزن الجلوكوز الزائد لاستخدامه لاحقًا، فعند عدم وجود الإنسولين تصبح مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم مرتفعة للغاية، وبمرور الوقت يسبب ضررًا للجسم.

السبب:
يحدث بسبب عدم استجابة الخلايا بشكل طبيعي للإنسولين، وهذا ما يسمى مقاومة الإنسولين، حيث يُنتِج البنكرياس المزيد من الإنسولين لمحاولة استجابة الخلايا، وفي النهاية لا يستطيع البنكرياس مواكبة النمو، ويرتفع سكر الدم؛ مما يمهد الطريق لمرض السكري من النوع الثاني ومقدمات السكري، كما يؤدي ارتفاعُ نسبة السكر في الدم إلى الإضرار بالجسم، ويمكن أن يتسبب في مشاكل صحية خطيرة أخرى (مثل: أمراض القلب، وفقدان البصر، وأمراض الكلى).

عوامل الخطورة:

  • التقدم في العمر.
  • الإصابة بمرحلة ما قبل السكري.
  • التاريخ العائلي.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • عدم ممارسة النشاط البدني.
  • الإصابة سابقًا بالسكري أثناء الحمل.

الأعراض:
غالبًا ما تستغرق أعراض مرض السكري من النوع الثاني عدة سنوات حتى تظهر، لكنَّ بعض الأشخاص لا يلاحظون أي أعراض على الإطلاق، قد تشمل:

  • التبول أكثر من المعتاد خاصة في الليل.
  • الشعور بالعطش طوال الوقت.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • فقدان الوزن دون محاولة.
  • تستغرق الجروح وقتًا أطول للشفاء.
  • عدم وضوح الرؤية.

متى يجب رؤية الطبيب:
نظرًا لصعوبة تحديد الأعراض من المهم معرفة عوامل الخطر لمرض السكري من النوع الثاني، والتأكد من زيارة الطبيب عند وجود أي منها.

التشخيص:
يعتمد تشخيص مرض السكري على الأعراض واختبارات الدم المختلفة لتحديد نسبة السكر في الدم، فإذا كان لدى المريض أعراض تدل على الإصابة بالسكري فستُجرَى إحدى اختبارات الدم لتحديد نسبة السكر بالدم، ويكتفى باختبار واحد إيجابيٍّ إلى جانب الأعراض للتشخيص.
أما في حالة عدم وجود أعراض فيُجرَى اختبارٌ لتحديد نسبة السكر في الدم مرتين في يومين منفصلين لإثبات الإصابة، ومن هذه الاختبارات اختبار السكر التراكمي (A1C)، واختبار السكر الصائم (FBG)، واختبار تحمل الجلوكوز (OGTT)، واختبار سكر الدم العشوائي.

ويُشخَّص المريض بالإصابة بالسكري إذا كانت إحدى قراءاته إلى جانب الأعراض:

  • الهيموجلوبين السكري: 6.5 أو أكثر.
  • اختبار السكر الصائم: 126 مجم/ ديسيلتر أو أعلى.
  • اختبار تحمُّل الجلوكوز: 200 مجم/ ديسيلتر أو أعلى.

العلاج:
قد يكون العلاج لإدارة مرض السكري من خلال الأكل الصحي والنشاط البدني، أو قد يصف الطبيب الإنسولين أو الأدوية الأخرى القابلة للحقن، أو أدوية السكري عن طريق الفم للمساعدة في إدارة نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى أن المريض يحتاج إلى فحص سكر الدم بانتظام، ويُحدَّد عدد مرات الفحص ومستويات السكر في الدم التي يجب أن تكون مستهدفة مع الطبيب المعالج، حيث إن المحافظة على مستويات السكر في الدم في النطاق المستهدف؛ تساعد على منع أو تأخر المضاعفات المرتبطة بالسكري.

الوقاية:
يمكن منع مرض السكري من النوع الثاني أو تأخيره من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، حيث تُظهِر الأبحاث أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 58٪ من خلال:

  • فقدان 7٪ من وزن الجسم.
  • ممارسة الرياضة باعتدال (مثل: المشي السريع) 30 دقيقة في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع.

إرشادات للمصابين بالسكري من النوع الثاني:

  • المحافظة على ضغط الدم والكوليسترول بالقرب من الأهداف التي يحددها لك الطبيب، وإجراء اختبارات الفحص اللازمة.
  • اختبار نسبة السكر في الدم، والاحتفاظ بسجل للنتائج.
  • فحص سكر الدم بانتظام؛ حيث تساعد المحافظة على مستويات السكر في الدم بالقرب من الهدف قدر الإمكان على منع أو تأخير المضاعفات المرتبطة بمرض السكري.
  • وضع خطة للأكل والنشاط الصحي.
  • التقليل من الإجهاد والتوتر؛ حيث يمكن أن يساعد النشاط البدني المنتظم، والحصول على قسط كافٍ من النوم وتمارين الاسترخاء على ذلك.
  • تحديد مواعيد منتظمة مع فريق الرعاية الصحية؛ للتأكد من أنك على المسار الصحيح مع خطة العلاج.
  • التعرف على علامات ارتفاع السكر في الدم أو انخفاضه وكيفية التعامل معه.
  • مراقبة القدمين والجلد والعيون لاكتشاف المشكلات مبكرًا.

داء السكري من النوع الثاني عند الأطفال والمراهقين:
لوحظ ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال، وكذلك معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني بين الشباب، لذا يمكن للوالدين المساعدة في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني أو تأخيره عن طريق وضع خطة لجميع أفراد الأسرة:

  • شرب المزيد من الماء، وتقليل المشروبات السكرية.
  • تناول المزيد من الفاكهة والخضروات.
  • جعل الأطعمة المفضلة أكثر صحة.
  • جعل النشاط البدني أكثر متعة.
  • جعل الأطفال يشاركون في إعداد وجبات صحية.
  • تناول الطعام ببطء: يستغرق الأمر 20 دقيقة على الأقل لبدء الشعور بالشبع.
  • تناول الطعام على مائدة العشاء فقط، وليس أمام التلفزيون أو الكمبيوتر.
  • إذا كان الطفل يعاني من زيادة الوزن، فيجب عدم استخدام حمية نظام غذائي لفقدان الوزن دون التحدث مع الطبيب.
  • تسوَّقْ على معدة ممتلئة حتى لا تميل إلى شراء طعام غير صحي.
  • تعليم الأطفال قراءة الملصقات الغذائية لفهم الأطعمة الأكثر صحة.
  • تناول وجبات الطعام معًا كعائلة بقدر ما تستطيع.
  • حصول الطفل على 60 دقيقة من النشاط البدني يوميًّا، في عدة جلسات مدة كل منها 10 أو 15 دقيقة أو كلها مرة واحدة.
  • تشجيع الأطفال على الانضمام إلى فريق رياضي.
  • تحدد وقت مشاهدة الشاشة بساعتين في اليوم.
  • التخطيط لنزهات نشطة (مثل: التنزه سيرًا على الأقدام، أو ركوب الدراجات).

تصبح التغييرات الصحية عادات أسهل عندما يجمعها الجميع معًا.