الصحة العامة

الخلايا الجذعية
مقدمة:
الخلايا الجذعية هي الخلية الأساسية لكل عضو ونسيج في الجسم، حيث يوجد العديد من أنواعها التي تأتي من أماكن مختلفة في الجسم أو تتشكل في أوقات مختلفة من حياتنا.
 
الخلايا الجذعية هي خلايا بدائية غير متخصصة وغير مكتملة الانقسام ولا تشبه أي خلية متخصصة، ولكنها قادرة على تكوين خلية بالغة بعد أن تنقسم عدة انقسامات في ظروف مناسبة، ولها خاصيتان:

أولاً:التجديد الذاتي ويعني أنها يمكن أن تنقسم وتنتج المزيد من الخلايا الجذعية من النوع نفسه.
 
ثانيًا: تصبح نوعًا آخر من الخلايا وتأخذ وظيفتها المتخصصة مثل: خلايا الجلد، والعضلات، والدم.

تختلف الخلايا الجذعية اختلافًا كبيرًا فيما تستطيع القيام به، وهذا أحد الأسباب التي تجعل الباحثين يستخدمون جميع أنواع الخلايا الجذعية في أبحاثهم.
 
أنواع الخلايا الجذعية:
  • الخلايا الجذعية الجنينية.
  • الخلايا الجذعية البالغة.
  • الخلايا الجذعية الوسيطة.
  • الخلايا الجذعية المحفزة.
الخلايا الجذعية الجنينية:

هي التي تتكون في المراحل الأولى من التكوين البشري، ويتم الحصول عليها من الخلية البدائية التي تكوِّن الجنين وهي متعددة القدرات، وهذا يعني أن كل خلية منها وبمفردها يمكن أن تشكل جنينًا بالكامل بمشيمته في الثلاثة أيام الأولى تقريبًا من تلقيح البويضة أو بدون المشيمة بعد ذلك، وقيمتها تكمن في كونها مصدر دراسة تطور النمو الطبيعي، والأمراض، واختبار الأدوية وغيرها من العلاجات، وكذلك تستخدم كعينة لفحص الأجنة في التلقيح الاصطناعي لاختيار الأجنة غير الحاملة للأمراض الوراثية ومن ثم الحمل بطفل سليم في حال كان الوالدان حاملين بطفرات مسببة لأمراض وراثية.

 
عندما يستخرج العلماء الكتلة الداخلية من الخلية البدائية يتم تنمية هذه الخلايا في ظروف مختبرية خاصة، والحفاظ على خواصها. ​

 
الخلايا الجذعية البالغة (الخلايا الجذعية غير الجنينية، أو الخلايا الجذعية الجسدية، أو الخلايا الجذعية الخاصة بالنسيج):
هي أكثر تخصصًا من الخلايا الجذعية الجنينية (أي لا يمكن أن يتشكل جنينًا من خلية واحدة)، ولديها القدرة على تعويض ما فقده الجسم من خلايا متخصصة، ويمكن لهذه الخلايا الجذعية تكوين أنواع مختلفة من الخلايا لأنسجة معينة أو الأعضاء.
 
على سبيل المثال، الخلايا الجذعية المكونة للدم في نخاع العظم يمكن أن تكوِّن خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية، ولكن الخلايا الجذعية المكونة للدم لا تكون خلايا الكبد أو الرئة أو المخ، وفي المقابل الخلايا الجذعية في الأنسجة والأعضاء الأخرى لا تكوِّن خلايا الدم الحمراء أو البيضاء أو الصفائح الدموية.
 
بعض الأنسجة والأعضاء داخل الجسم تحتوي على مخزون صغير من الخلايا الجذعية البالغة، لاستبدال الخلايا المفقودة أو المعطوبة التي تفقد طبيعيًّا في الحياة اليومية العادية أو نتيجة الإصابة، مثل تلك الموجودة في الجلد، والدم.
 
الخلايا الجذعية البالغة يصعب العثور عليها في جسم الإنسان؛ لأنها غير متجددة ذاتيًّا مثل الخلايا الجذعية الجنينية. ومع ذلك، فإن دراستها تزيد المعرفة العامة حول التطور الطبيعي، والتغيرات في الشيخوخة، وما يحدث أثناء الإصابة والمرض.
 
​الخلايا الجذعية الجنينية الخلايا الجذعية البالغة​
يمكن أن تتحول إلى جميع أنواع خلايا الجسم لأنها متعددة القدرات.​ القدرة على تكوين أنواع متخصصة من الخلايا.​
يمكن زراعتها بسهولة في المختبر.​ وجودها نادر في الأنسجة البالغة لذلك استخراجها ليس بالأمر السهل، ولم يتم اكتشاف طريقة لجعلها تتكاثر في المختبر حتى الآن.​
 
الخلايا الجذعية الوسيطة:
هي الخلايا الجذعية البالغة التي توجد عادة في نخاع العظم، ويمكن أن تؤخذ من الأنسجة الأخرى مثل: دم الحبل السري، أنبوب فالوب، والكبد، وغيرها، ولها إمكانيات علاجية عالية لإصلاح الأنسجة. وما زال العلماء في طور البحث عن كيفية استخدامها لعلاج أمراض العظام والغضاريف وأمراض أخرى.

الخلايا الجذعية المحفزة:
هذه الخلايا تمتلك جميع مميزات الخلايا الجذعية الجنينية ولكنها غير مأخوذة من الأجنة، وهي خلايا غير جذعية تؤخذ من الإنسان، ويتم تحويلها في المعامل إلى خلايا جذعية ومن ثم إعادتها إلى الشخص نفسه بدون رفض الجهاز المناعي لها والذي يعتبر من أهم العقبات في زراعة الخلايا الجذعية.
كيف يتم جمع الخلايا الجذعية:
يمكن جمع الخلايا الجذعية من هذه المصادر:
  • نخاع العظم.
  • خلايا الدم الجذعية الطرفية.
  • دم الحبل السري.
  1. الخلايا الجذعية لنخاع العظم:
    طريقة جمع الخلايا الجذعية لنخاع العظم من المتبرع:
  • يتم جمع الخلايا الجذعية لنخاع العظم من المتبرع في غرفة العمليات وتحت التخدير العام، حيث تؤخذ خلايا النخاع من الجزء الخلفي من عظم الحوض (الورك).
  • يعتمد جمع الخلايا على وزن المتبرع.
  • غالبًا ما يتم جمع نحو 10% من نخاع المتبرع، والذي يستغرق نحو ساعة إلى ساعتين.
  • في معظم الحالات يمكن للمتبرع مغادرة المستشفى في غضون ساعات قليلة أو في الصباح التالي، ويعوض الجسم هذه الخلايا في غضون 4 إلى 6 أسابيع.
  • قد يواجه المتبرع بعض الأعراض الجانبية من العملية لبضعة أيام.
  • العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (مثل: الأسبرين، الإيبوبروفين، أو نابروكسين) مفيدة للمتبرع.
  • يعود المتبرع إلى حياته المعتادة خلال يومين إلى ثلاثة أيام، ولكن يمكن أن يستغرق 2 أو 3 أسابيع قبل أن يعود تمامًا إلى وضعه الطبيعي.
  • لا توجد مخاطر على المتبرع، كما أن المضاعفات نادرة.

ماذا يحدث للخلية بعد التبرع بها:
بعد جمع خلايا نخاع العظم، يتم تصفيتها من جزيئات العظام أو الدهون، ويمكن إعطاء الخلايا إلى المريض من خلال الوريد بعد التصفية، لكن في بعض الأحيان يتم تجميدها لاستخدامها في المستقبل.

2.خلايا الدم الجذعية الطرفية:

  • طريقة جمع خلايا الدم الجذعية الطرفية من المتبرع:
  • قبل البدء في عملية التبرع بعدة أيام ، يعطى للمتبرع حقن يومية من (فيلغراستيم)، وهو دواء يستخدم لتخفيز خلايا نخاع العظام لإصدار الكثير من الخلايا الجذعية في الدم.
  • دواء (فيلغراستيم) يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية، والأكثر شيوعًا هو ألم العظام والصداع، ويمكن للأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (مثل: الأسبرين، ايبوبروفين، نابروكسين). أن تكون مفيدة للمتبرع.
  • الغثيان، ومشاكل النوم، والحمى الخفيفة، والتعب هي آثار محتملة أخرى، ولكن تختفي بعد الانتهاء من فترة أخذ الحقن.
  • يستغرق التبرع بالخلايا الجذعية نحو 2 إلى 4 ساعات، ويتم ذلك كإجراء العيادات الخارجية، وفي كثير من الأحيان يجب أن يتكرر التبرع يوميًّا لبضعة أيام، حتى يتم جمع ما يكفي من الخلايا.
  • خلال عملية فصل الدم، قد يشعر المتبرع بالدوار أو قشعريرة أو تقلصات العضلات ولكنها تختفي بعد التبرع.
  • في بعض الأحيان، يتم استخدام دواء ثاني يسمى (بليريكسافور) جنبًا إلى جنب مع فيلغراستيم في بعض الحالات الخاصة، ويجب على المريض أن يخبر الطبيب على الفور إذا كان لديهم أي ألم في كتفهم الأيسر أو تحت القفص الصدري الأيسر.
3. دم الحبل السري:

 هو لدم الموجود في المشيمة والحبل السري بعد ولادة الطفل، وجمعه لا يشكل أي خطر صحي على الرضيع، حيث يتم الاحتفاظ بدم الحبل السري في حاوية معقمة وتجميده إلى وقت الحاجة.

قد يختار أولياء الأمور الاحتفاظ بدم الحبل السري إذا كان لدى الأسرة تاريخ من الأمراض التي قد تستفيد من زرع الخلايا الجذعية، أو قد يختارون التبرع بها لأنه لم يعرف حتى الآن مدة صلاحيتها.
مطابقة المريض والمتبرع:
من المهم جدًا أن تتطابق أنسجة المتبرع والمريض لتجنب رفض جسد المريض للخلايا الجذعية التي تم الحصول عليها، والذي قد يحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا الجديدة ومحاولته تدميرها كما لو أنها بكتيريا أو فيروس، مما يؤدي إلى فشل عملية التبرع.
العثور على متبرع مناسب:
البدء بالوالدين، وإذا لم يحدث التطابق يتم البحث من الإخوة والأخوات الأشقاء، ثم الإخوة والأخوات غير الأشقاء، ثم إخوة وأخوات الأم والأب وأبنائهم، وفي الغالب لا تتطابق الأنسجة مع الزوج أو الزوجة.

 

إذا لم يتم العثور على تطابق من الأقارب، فإن البحث سيتوسع إلى عامة الناس.

الخلايا الجذعية و الأمراض:
  • الخلايا الجذعية وبعض أمراض سرطان الدم والمناعة:
    يتم العلاج بالخلايا الجذعية عن طريق زرعها لتستبدل نخاع العظم الذي أصبح إما غير منتج للخلايا أو مصدر للخلايا السرطانية
  • الخلايا الجذعية والأمراض الاستقلابية:
    تتم زراعة خلايا الدم الجذعية مبكرًا لبعض المرضى لتعويض العطل أو الخلل في عمل الإنزيمات لعلاج أو تخفيف الأضرار الصحية الجسيمة التي تنتج عن تعطل الإنزيمات.
  • الخلايا الجذعية وداء السكري:
    ما زال العمل على إيجاد طريقة لتعويض خلايا بيتا التي تفرز الأنسولين في البنكرياس قائم؛ لذا لا توجد وسيلة علاجية لمرضى السكري حتى الآن، لذلك ما زالت دراسات العلماء قائمة حتى هذا اللحظة لإيجاد طريقة لتعويض الخلايا التي تعرضت للهجوم بواسطة الجهاز المناعي.
  • الخلايا الجذعية ومرض التصلب المتعدد (اللويحي):
    هناك العديد من الدراسات المثيرة للاهتمام قام بها العلماء لاكتشاف نوع من الخلايا الجذعية يقوم بتأخير نشاط مرض التصلب المتعدد وإصلاح ما تم إتلافه من الجهاز العصبي.
    لم يتم حتى الآن اعتماد العلاج بالخلايا الجذعية، لكن ما زالت الأبحاث قائمة حتى هذه اللحظة لمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الغشاء الذي يغلف الأعصاب (المايلين) وأنسجة المخ.
  • الخلايا الجذعية وأمراض القلب:
    تهدف أبحاث أمراض القلب إلى فهم ما يحدث في أمراض القلب ومسبباتها، وإيجاد سبل لمنع الضرر أو لإصلاح أو استبدال أنسجة القلب التالفة، وما زال العلماء في طور العمل على ذلك حتى هذه اللحظة.
  • الخلايا الجذعية والضمور البقعي بالعين:
    على الرغم من أن العين ذات خلايا مستقلة وهي هدف جيد للعلاج بالخلايا الجذعية، إلا أن الدراسات ما زالت قائمة لعلاج الضمو البقعي.
  • الأسئلة الشائعة:
  • هل العلاج بالخلايا الجذعية حل مضمون وجذري أم مؤقت؟
    تصعب الإجابة حاليًا عن هذا السؤال، لكن تتم زراعة الخلايا الجذعية، واحتمال عودة المرض ضئيلة جدًا، وهي حتى الآن أفضل نوع من العلاج لبعض الحالات.

 الإدارة العامة لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي
لمزيد من المعلومات، يمكنكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني:
 

​​
آخر تعديل : 21 رجب 1441 هـ 02:55 م
عدد القراءات :