ما هو الإيدز؟:
الإيدز هـو مـرض يحـدث عنـد دخـول فيـروس نقـص المناعـة البشـري إلـى الجسـم، ويتغلـب تدريجيًّا علـى الجهـاز المناعـي.
كلمة إيدز تعني: (متلازمة نقص المناعة المكتسب)، ويُسمى الفيروس المسبب لهذا المرض: فيروس نقص المناعة البشري. بعبـارة أخـرى فـإن فيـروس نقـص المناعـة البشـري هـو المسـبب والإيدز هـو النتيجة.
تعريف مرض الإيدز:
مرض الإيدز ينشأ عند الإصابة بفيروس الإيدز، وهو فيروس يتكاثر عند الدخول إلى جسم الإنسان، ويصيب الخلايا المسؤولة عن الجهاز المناعي، وتُسمى هذه الخلايا (الخلايا التائية)، يعيش الفيروس ويتكاثر داخل خلايا الجسم، ويقضي تدريجيًّا على الخلايا المناعية ويعيق من أدائها، الذي يتسبب في جعل الجسم ضعيفًا ولا يقوى على مقاومة الأمراض؛ حيث يتعرض لها نتيجة بعض الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات، وبالتالي تظهر عليه الأعراض المرضية وتتفاوت هذه الأعراض من إنسان لآخر، ومن وقت لآخر حسب ما يكون عليه مستوى الخلايا المناعية.
الفرق بين عدوى نقص المناعة المكتسب (HIV) والإيدز:
- عدوى نقص المناعة المكتسب: هي عدوى تنتج من الإصابة بفيروس يُسمى (فيروس نقص المناعة البشرية) والذي يهاجم جهاز المناعة في الجسم المسؤول عن مكافحة العدوى، لذا عندما يكون الشخص مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية دون علاج، يمكن أن يمرض بسهولة؛ لأن جهاز المناعة لديه لا يمكنه العمل بشكل جيد لمحاربة العدوى.
- الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسب): هو الاسم المستخدم لوصف المرض الناتج عن عدد من العدوى والأمراض التي قد تكون مهددة للحياة، والتي تحدث عندما يتضرر الجهاز المناعي بشدة بسبب عدم السيطرة على فيروس نقص المناعة المكتسب.
- ومعنـى كلمـة (المكتسـب) أنـه ليـس مـوروثًا جينيًّا.
- (نقـص المناعـة) تعنـي نقـص الخلايا المناعيـة، الـذي يـؤدي إلـى انهيـار جهـاز المناعـة وجعلـه ضعيفًا.
- (متلازمـة) تعنـي أن الإيدز ليـس مجـرد مـرض واحـد أو عـرض واحـد، ولكنـه مجموعـة مـن الأمراض والأعراض.
طريقة انتقال فيروس نقص المناعة البشري:
يتواجد فيروس نقص المناعة البشري في سوائل الجسم للشخص المصاب، مثل الدم ومشتقاته والسوائل التي تفرز خلال الممارسات الجنسية من الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي، حتى لو لم تكتمل العملية الجنسية. كما يتواجد الفيروس في حليب الأم المصابة بالإيدز، ويمكن أن ينتقل الفيروس من الفرد المصاب بفيروس نقص المناعة البشري إلى شخص سليم عند دخول أي من هذه السوائل إلى الجسم السليم من خلال:
- الممارسات الجنسية غير المحمية (دون استخدام الواقي الذكري) مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري بجميع أنواعها، بما فيها الجنس المهبلي والشرجي والفموي.
- نقل الدم الملوث أو أي من مشتقاته من شخص مصاب بالفيروس إلى شخص سليم.
- من الأم المصابة إلى الجنين أو الطفل أثناء فترة الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.
- عند التعرض للوخز بالإبر أو الأدوات الحادة الملوثة بفيروس الإيدز أو مشاركة الإبر أو الحقن مع شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
لا تنتقل العدوى خلال الاتصال اليومي العادي مثل:
التقبيل الخارجي (غير الحميم)، المصافحة أو العناق، الطعام أو الماء، العطـاس، السـعال، السـباحة، اسـتخدام نفـس المرحـاض، تقاسـم ومشـاركة أوانـي الطعـام والشـراب، اسـتخدام نفـس السـيارة أو الحافلـة. كمـا أن فيـروس نقـص المناعـة البشـري لا ينتقـل عـن طريـق الهـواء.
عوامل الخطر:
تشمل الممارسات والحالات التي تزيد من احتمال الإصابة بالفيروس ما يلي:
- ممارسة الجنس الشرجي أو المهبلي مع شخص مصاب بالفيروس دون حماية (الواقي الذكري).
- الإصابة بعدوى أخرى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مثل الزهري والهربس والمتدثرة (الكلاميديا) والسيلان والتهاب المهبل الجرثومي، حيث تجعل هذه العدوى الشخص أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو تنقله للآخرين بسهولة.
- الانخراط في شرب الكحول والمخدرات في سياق السلوك الجنسي.
- مشاركة الإبر والمحاقن وسائر أدوات الحقن ومحاليل تحضير المخدّرات الملوّثة عند حقن المخدّرات.
- تعدد الشركاء الجنسيين.
- الخضوع لعمليات حقن أو نقل دم أو زرع أنسجة غير آمنة، أو الإجراءات الطبية التي تنطوي على شقّ الجلد أو ثقبه دون تعقيم.
- التعرض للوخز بالإبر الملوثة بفيروس نقص المناعة البشري عن طريق الخطأ، كالذي يحدث بين العاملين الصحيين.
العلامات والأعراض:
تختلف أعراض الفيروس باختلاف مرحلة العدوى، ورغم أن قدرة المتعايشين مع الفيروس على نقل العدوى غالبًا تكون في أشدها في الأشهر القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى، فإن الكثيرين منهم لا يدركون إصابتهم بالعدوى حتى مراحل متأخرة.
قد لا تظهر في الأسابيع القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بعدوى الفيروس الأولية أي أعراض على المصاب، أو قد تظهر على معظم الأشخاص من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا في غضون 2 إلى 4 أسابيع بعد الإصابة. قد تستمر الأعراض لبضعة أيام أو عدة أسابيع وتشمل:
- الصداع.
- التهاب الحلق.
- الحمى.
- الطفح الجلدي.
- الشعور بالإرهاق.
- التعرق أثناء الليل.
تقوم العدوى بإضعاف جهاز المناعة بعد ذلك مسببةً أعراضًا أخرى:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- تورم في الغدد الليمفاوية.
- فقدان الوزن.
- الإسهال.
- السعال.
مع استمرار الإصابة بدون علاج، يمكن للأشخاص المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، أيضًا أن يصابوا بأمراض خطيرة مثل:
- الدرن (السل).
- التهاب السحايا بالمكورات الخفية.
- الالتهابات البكتيرية الشديدة.
- وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الغدد الليمفاوية.
- يتسبب فيروس نقص المناعة البشرية في تفاقم حالات العدوى الأخرى، مثل التهاب الكبد C، والتهاب الكبد B، والجدري.
- بعض المصابين ليست لديهم أعراض على الإطلاق، لذا فإن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية، هي إجراء الفحص.
الفحص والتأكد من الإصابة
الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية أم لا، هي إجراء الفحص؛ حيث تساعدك معرفة حالة فيروس نقص المناعة البشرية لديك على اتخاذ قرارات صحية لمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو نقله لغيرك.
آلية الفحص والتأكد من الإصابة
عن طريق عيادات المشورة والفحص الطوعي، وهي خدمة وقائية في مجال مكافحة الإيدز توفرها وزارة الصحة، تتم بسرية تامة لا يتم فيه تحديد الاسم أو الهوية، ولكن يتم إعطاء كل زائر رقمًا كوديًا وبطاقـة مـدون عليهـا هذا الرقـم الكـودى، يقدمهـا عنـد عودتـه لمعرفـة نتيجـة الفحـص، وفـى كل مـرة يحضـر للمتابعـة وتشمل الخدمة:
- تقديم المشورة قبل الفحص.
- إجراء الفحص لمن يرغب وبدون أي ضغط وفي سرية.
- تقديم مشورة عند إعطاء نتيجة الفحص.
- تقديم مشورة متابعة لمن يريد.
- تحويل الزائر لأماكن الخدمة المناسبة مع الحفاظ على الخصوصية.
تشخيص المرض:
يمكن تشخيص الإصابة بالفيروس بواسطة فحوص التشخيص السريع، التي تظهر نتائجها في اليوم نفسه، وهذا ييسر كثيرًا تشخصيها مبكرًا وإحالة المصابين للعلاج والرعاية. وهناك اختبارات للكشف عن الفيروس تتيح للأشخاص إجراء الكشف بأنفسهم. لا يوجد اختبار واحد يعطي تشخيصًا كاملاً للفيروس، ولذلك يلزم إجراء اختبار تأكيدي بواسطة ممارس صحي مؤهل ومتمرس في مركز طبي أو عيادة. وتكشف معظم اختبارات تشخيص الفيروس الشائع استخدامها الأجسام المضادة التي ينتجها الشخص المصاب في استجابته المناعية لمكافحة الفيروس. وفي معظم الحالات، ينتج الشخص الأجسام المضادة في غضون 28 يومًا من تاريخ إصابته بالعدوى. ويمر الشخص خلال هذا الوقت بفترة تُسمى "النافذة"، لا تُنتَج فيها الأجسام المضادة بكميات كبيرة، ولا تظهر على الشخص علامات الإصابة بعدوى الفيروس.
بعد تشخيص إصابة الفرد بالفيروس، ينبغي أن يُعاد فحصه قبل تسجيل اسمه في سجلات العلاج والرعاية؛ تفاديًا لأي خطأ محتمل في الاختبار أو الإبلاغ عن النتائج. وينبغي بصفة خاصة ألا يعاد فحص الشخص بعد تشخيص إصابته بعدوى الفيروس وبدء تلقيه العلاج.
طرق الوقاية:
يمكن للأشخاص أن يخفضوا احتمال الإصابة بعدوى الفيروس عن طريق الحد من التعرض لعوامل الخطر. وترد أدناه الأساليب الرئيسية للوقاية من عدوى الفيروس التي تُستخدم مجتمعةً في أغلب الأحيان لضمان الوقاية.
- استعمال الواقي/العازل الذكري أثناء الممارسات الجنسية.
- تلقي الرعاية الطبية للقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل. .
- ختان الذكور.
- الحدّ من مخاطر إصابة متعاطي المخدّرات عن طريق الحقن.
- تجنب مشاركة شفرات الحلاقة أو فرش الأسنان مع الآخرين.
- العلاج باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية واستخدامها من قِبل الزوج السليم لأغراض الوقاية.
- إجراء الاختبار للفحص وتلقي المشورة بشأن بفيروس العوز المناعي البشري والأمراض المنقولة جنسيًّا والربط بخدمات الرعاية.
العلاج:
يمكن السيطرة على الفيروس باتباع مقررات علاجية مكونة من توليفة من 2-3 أنواع من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، ولا تعالج المضادة للفيروسات القهقرية حاليًا الإصابة بالفيروس، ولكنها تسهم إلى حد كبير في كبت تكاثر الفيروس في جسم الشخص المصاب، وتسمح بتعافي جهازه المناعي وتقويته، واستعادة القدرة على التصدي لحالات العدوى الانتهازية وبعض أنواع السرطان.