الأمراض المعدية

مرض نقص المناعة البشري المكتسب (الإيدز)
​تعريف المرض:

ما هو الإيدز؟
فيروس نقص المناعة البشرى HIV، من فصيلة الفيروسات القهقرية Retrovirus وقد تم التعرف على نمطين منها: النمط الأول HIV 1)) والنمط الثانيHIV 2)   ) وهذان النمطان متمايزان نسبيًا وسيرولوجيًّا وجغرافيًّا، على  الرغم من تماثلهما من حيث الصفات الوبائية، ومع أن النمط الثاني أقل من النمط الأول في التسبب في الأمراض.

فيروس نقص المناعة البشرى هو فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة وأنواع معينة من السرطان ، وبالتالى يفقد الجسم قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية والسرطانات، ويسمى هذا الفيروس (فيروس نقص المناعة البشرى) أو اختصارًا HIV)).

الإيدز (والمقصود به متلازمة العوز المناعي المكتسب) وهو المرحلة المتأخرة من العدوى بفيروس العوز المناعي البشري. قد يستغرق ظهور الإيدز نحو 8-10 سنوات بعد حدوث العدوى بالفيروس، ويمكن للمصابين بعدوى الفيروس أن يعيشوا سنوات بدون أعراض؛ ولكن أغلب المصابين في البلدان النامية يموتون خلال ثلاث سنوات بعد تشخيص إصابتهم بالإيدز.

طرق العدوى :

كيف تحدث العدوى بالفيروس؟
تنتقل العدوى بالفيروس أساسًا عن طريق المني والسوائل المهبلية أثناء الجماع بدون استخدام العازل الذكري، وأغلب حالات انتقال العدوى الجنسية عالميًّا تقع بين الرجال والنساء، ولكن في البلدان المتقدمة يظل الشذوذ الجنسي هو الوسيلة الأساسية في نقل العدوى، بالإضافة إلى الجماع يمكن أن تنتقل العدوى من خلال مشاركة حقن المخدرات الملوثة بالدم المصاب بالعدوى؛ وعن طريق نقل الدم المصاب أو مشتقاته، كما تنتقل العدوى من الأم المصابة إلى طفلها قبل وأثناء وبعد الولادة مباشرة.

كيف تنتقل العدوى من الأم إلى الجنين قبل الولادة؟
يمكن أن تنتقل العدوى من الأم المصابة بالفيروس إلى الجنين الموجود بالرحم عن طريق الدم، ويزيد احتمال حدوث العدوى إذا كانت الأم قد أصيبت حديثًا بالعدوى أو إذا كانت في مراحل متأخرة من مرض الإيدز، ويمكن أن تنتقل العدوى أيضًا أثناء الولادة حين يتعرض الطفل لدم الأم، وقد تنتقل العدوى في بعض الأحيان من خلال لبن الثدي. العدوى من الأم إلى الطفل تنتقل في نحو30% من الحالات.

هل يمكن لنقل الدم أن ينقل العدوى؟
نعم، إذا كان الدم ملوثًا بالفيروس. يتم حاليًا في جميع أنحاء المملكة تطبيق نظام نقل الدم الأمن حيث يتم فحص الدم لاختبار فيروس مرض الإيدز وغيره.

هل يمكن أن تنتقل العدوى بالحقن؟
نعم، إذا كانت أدوات الحقن ملوثة بالدم المحتوي على الفيروس. تجنب استعمال الحقن إلا إذا كان هناك ضرورة. تأكد من أن الإبر والمحاقن التي تستعمل قد أخذت مباشرة من عبوات معقمة.

هل يمكن انتقال العدوى عن طريق لدغ الحشرات أو بالاتصال المعتاد مع الشخص المصاب؟
لا يمكن انتقال العدوى بفيروس الإيدز عن طريق لدغ الحشرات أو اللمس أو المصافحة أو المشاركة في أدوات الطعام والشراب أو استعمال نفس دورات المياه أو الاستحمام أو برك السباحة أو العمل أو النوم في نفس الغرفة مع الشخص المصاب.

هل يتم انتقال العدوى بالمعايشة العادية؟
لا تنتقل العدوى بالفيروس من خلال الأنشطة الاجتماعية المعتادة؛ مثل المصافحة باليد، أو مشاركة السفر في نفس الحافلة، أو مشاركة تناول الطعام في نفس الأوعية، كما لا تنتقل عن طريق العناق أو التقبيل. البعوض والحشرات لا تنقل العدوى بالفيروس كما أنه لا ينتقل عن طريق الشراب أو الهواء.

هل الإصابة بعدوى جنسية أخرى يسهل العدوى بفيروس الإيدز؟
نعم، كثير من العدوى المنقولة جنسيًّا تزيد خطورة العدوى بفيروس الإيدز ونقله إلى الآخرين. مثال: تزيد فرص انتقال العدوى بالفيروس بنحو 50- 300 مرة في حالة وجود قرحة تناسلية، ويزيد احتمال العدوى بفيروس نقص المناعة البشري في حال وجود عدوى تناسلية لأسباب عدة:
  • يمكن للفيروس المرور بسهولة من خلال القرح التناسلية الموجودة بالجلد أو الأغشية المخاطية.
  • يمكن للفيروس مهاجمة العديد من خلايا الدم البيضاء الموجودة في الإفرازات التناسلية الناتجة عن العدوى المنقولة جنسيًّا.
  • توجد كمية كبيرة من الفيروس في القرح والسوائل التناسلية (مثل المني، وإفرازات عنق الرحم) لمرضى بعض العدوى المنقولة جنسيًّا مثل: السيلان، والهربس التناسلي، والزهري، والقريح.

التشخيص:  كيف يمكن تشخيص العدوى بالفيروس؟
يتم التشخيص أساسًا عن طريق اختبار الدم لوجود الأجسام أضداد الفيروس، وهي بروتينات خاصة لمحاربة الفيروس، ويستغرق عادة ظهور هذه الأضداد ووصولها إلى مستوى يمكن الكشف عنه نحو شهر إلى ثلاثة أشهر.
وهناك نوعان من اختبارات الأضداد تستعمل لتشخيص العدوى بفيروس نقص المناعة البشري وهما:

  • ELISA مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإِنزيم
  •  Western Blot لطخة ويسترن.
الأعراض: 
تفاوت أعراض العدوى بفيروس نقص المناعة على مرحلة العدوى، فعلى الرغم من أن المصابين الذين يعايشون الفيروس يغلب أن تكون إصابتهم بالعدوى قد حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية، فإن كثيرًا منهم لا يعرفون بحالتهم إلا في مراحل متأخرة. وقد لا يعاني المصابون بالعدوى خلال الأسابيع القليلة التي تتلوا إصابتهم بها من أي أعراض، وقد تقتصر الأعراض على مرض شبيه بالأنفلونزا، وتشمل الإصابة بالحمى، والصداع، وظهور طفح جلدي، أو التهاب بالحلق.

وعندما تتدرج العدوى وتصيب الجهاز المناعي للمصاب، فقد تظهر الأعراض والعلامات مثل: تضخم العقد اللمفاوية، وفقدان الوزن، والحمى، والإسهال، والسعال. وبدون تلقي المعالجة تظهر لدى المصابين أمراض وخيمة مثل: السل، والتهاب السحايا، والسرطانات، وغيرها.
 
عوامل الخطورة:
فيما يلي سلوكيات وحالات تعرض الأشخاص لأخطار متزايدة للإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري:
  • الأشخاص الذين يمارسون الجنس المحرم والشاذ.
  • المصابون بأحد الأمراض الجنسية، وهذه الأمراض تسبب تقرحات في الأعضاء التناسلية؛ ما يسهل دخول الفيروس إلى الجسم.
  • المشاركة في استخدام الحقن، خاصة متعاطي المخدرات.
  • التعرض لوخزة عارضة (غير مقصودة) بإبرة، لا سيما لدى العاملين الصحيين.
العلاج :
 
هل هناك علاج للإيدز أو العدوى بفيروسه؟
هناك عدد من الأدوية تستخدم لمعالجة العدوى المصاحبة للإيدز، وهذه الأدوية تعمل أيضًا على منع تكاثر الفيروس، ولكنها لا تشفي من الإيدز أو العدوى بفيروسه، وهذه الأدوية تؤخر ظهور أعراض الإيدز وحدوث الوفاة.

يتركز الاهتمام الآن على إعطاء توليفة من الأدوية تشتمل على أدوية جديدة تسمى (مثبطات البروتياز)، ولكن هذا يجعل العلاج باهظ التكلفة للغاية، ولا توصي السياسة الحالية لمنظمة الصحة العالمية باستعمال الأدوية المضادة للفيروس، ولكنها تدعو إلى تعزيز الإدارة العلاجية السريرية للعدوى الانتهازية المصاحبة لفيروس الإيدز مثل: السل، والإسهال، وبرامج الرعاية التي أظهرت نتائج أفضل في تحسين نوعية الحياة وإطالة بقاء حياة المعايشين للإيدز والعدوى بفيروسه.

الوقاية:
  • تجنب ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، كما أنه من المهم - أيضًا - تجنب العلاقات الشاذة.
  • استخدام الواقي الذكري إذا كان أحد الزوجين مصابًا بالمرض.
  • عدم مشاركة الغير استخدام الحقن أو الأدوات الثاقبة أو أدوات الحلاقة.
  • لا يوجد حتى الآن لقاح يمنع العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

لمزيد من الاطلاع:

آخر تعديل : 13 جمادى الثانية 1439 هـ 10:31 ص
عدد القراءات :