كبار السن، الذين بلغت أعمارهم 65 سنة فأكثر، يقدمون مساهمات مهمة في المجتمع كأعضاء أسرة، ومتطوعين، ومشاركين فاعلين في القوى العاملة. وتلقى فئة المسنين اهتمامًا بالغا لدى المجتمع السعودي، وفق ما أمرت به الشريعة الإسلامية، وما يختص به المجتمع السعودي من قيم وعادات وتقاليد تجعل من المسنين في موقع التقدير والاهتمام والرعاية. وأولت حكومة المملكة العربية السعودية عناية واهتمامًا بهذه الفئة من الناحية التنظيمية والتاريخية، إذ نص النظام الأساسي للحكم على أن الدولة تكفل حق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة. ويدعم نظام الضمان الاجتماعي المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية. ومع ذلك تُعد المملكة العربية السعودية إحدى الدول التي تسجل نسبة منخفضة من المسنين حيث تبلغ نسبة المسنين ذوي 65 ً عامًا وأكثر 2.4 %من إجمالي عدد السكان لعام 2019م، وفق تقرير الهيئة العامة للإحصاء.
النظام الصحي في المملكة العربية السعودية:
يوفر
النظام الصحي في المملكة العربية السعودية الرعاية الصحية الشاملة المتكاملة لجميع السكان بطريقة عادلة وميسّرة. وتتيح وزارة الصحة شبكة متكاملة من خدمات الرعاية الصحية تغطي جميع مناطق المملكة. وتحدد الوزارة بالتعاون مع مجالِس المناطق الاحتياج ومواقع ومستويات تقديم هذه الرعاية وفقًا للوضع الجغرافي والسكاني وأنماط الأمراض السائدة في المنطقة، وتقدم الوزارة الرعاية الصحية في مرافقها الطبية للمواطنين بشكل مجاني، وحسب
برنامج التحول الوطني في القطاع الصحي المواكب لاحتياجات القطاع.
منظومة الوزارة الصحية:
يستفيد من خدمـات الرعايـة الصحية التي تقدمها وزارة الصحة جميع المواطنيـن والمقيميـن، بالإضافة إلـى الزائرين خلال فترتي الحـج والعمـرة عبر منظومة المرافق الصحية التي تتضمن المدن الطبية، والمستشفيات التخصصية، ومراكز الرعاية الأولية.
تعزيز صحة المسنين:
لقد أدركت المملكة العربية السعودية تزايد أعداد المسنين نتيجة لتقدم العلوم الطبية، والوعي الصحي، وتحسين الرعاية الصحية ومستوى المعيشة، فأخذت بتطوير خططها الصحية والاجتماعية والاقتصادية؛ لمواجهة هذه الظاهرة وتلبية احتياجات المسنين المتزايدة لضمان صحتهم وتعزيزها. وأدركت وزارة الصحة أن التقدم في العمر ليس مرضًا، ولكنه عملية بيولوجية طبيعية لا يمكن تجنبها، فكان أن اهتمت بالمشكلات الصحية التي يتعرض لها المسنون؛ لتجنب الإصابة ببعض الأمراض، أو تأخير كثير من أنواع الضعف والإعاقة المصاحبة للتقدم في السن. كما سعت إلى تقديم خدمات صحية متكاملة تلبي حاجة المسنين، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة مثل
وزارة الرعاية الاجتماعية والموارد البشرية للارتقاء بصحة المسنين.
ولما كانت وزارة الصحة تتبنى أنظمة
الصحة الإلكترونية؛ لتحسين تقديم الرعاية الصحية وتخطيطها ضمن
الاستراتيجية الوطنية للصحة الإلكترونية؛ لتحقيق رؤيتها المبتكرة للصحة الإلكترونية: (نظام صحي آمن وذو كفاءة، مبني على الرعاية المتمحورة حول المريض، موجه بالمعايير، وممكن بالصحة الإلكترونية)، مما يؤثر إيجابًا في حياة المرضى في المرافق الصحية والخدمات التابعة لوزارة الصحة، ويتوفر العديد من
المزايا المقدمة للمرضى والمسنين.
وانطلاقًا من توجيهات الوزارة بـضـرورة الاهتمام بالمرضى، وتقديم كافة الخدمات والتسهيلات لهم، يسعى (
برنامج قياس تجربة المريض) لتحقيق أعلى مستويات الرضا للمرضى وذويهم في وزارة الصحة والمنشآت الصحية التابعة لها؛ لذا تم استحداث بطاقة (
أولوية)، وهي إحدى مبادرات مركز تجربة المريض، وذلك لتسهيل وتسريع الإجـراءات والخدمات المقدمة لبعض الفئات ومنهم كبار السن داخل المنشآت الصحية، وإزالة كافة المعوقات التي تحول دون الحصول على الخدمات الصحية.
ويستفيد كبار السن من
الخدمات الإلكترونية التي تقدمها وزارة الصحة مثل: خدمة (
الاستعلام عن طلبات العلاج بالخارج)، ومنصة
(صحتي)، وغيرهما من الخدمات الإلكترونية.
حقوق ومسؤوليات المريض:
وإيمانًا من وزارة الصحة بحق تمكين المريض وإشــراكه في القرارات التي تدعم وتحسن من الخدمات المقدمـة، فقد التزمت بإيضاح حقوق المريض ومسؤولياته تجاه المنشأة الصحية في
وثيقة حقوق المرضى وذويهم بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص في مجال تقديم خدمات الرعاية الصحية، مع الأخذ بالاعتبار الحقوق والواجبات الإنسانية والاجتماعية والوطنية التي كفلها النظام للأفراد للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة وزيادة ثقة المرضى بالمنشآت الصحية وتوطيد أواصر العمل الصحي والإنساني المشترك بين مقدمي الخدمة ومتلقيها علــى جميع الأصعدة. كما أتاحت الوزارة للمرضى
نماذج شكوى لرفعها عند معاناتهم تقصيرًا في أثناء تلقيهم الخدمات الصحية.
من ناحية أخرى، تتناول منصة التوعية بتعزيز (
صحة المسنين) مواضيع مهمة منها على سبيل المثال: