التصلب اللويحي:
أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي)، وهو مرض مزمن يصيب الناس بشكل مختلف، وهو أكثر الأمراض العصبية المسبِّبة للإعاقة بين الشباب مع ظهور الأعراض بشكل عام بين سن 20 إلى 40 عامًا، ويصيب الإناث أكثر من الذكور.
الأنواع:
هناك أربعة أنواع رئيسية من مرض التصلب العصبي المتعدد، سُمِّيت وفقًا لتطور الأعراض بمرور الوقت:
- مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي: تأتي الأعراض في هذا النوع في شكل هجمات أو نوبات، وبين الهجمات يتعافى الأشخاص أو يعودون إلى مستوى إعاقتهم المعتاد، قد تمر أسابيع أو شهور أو حتى سنوات قبل حدوث هجوم آخر، تليها مرة أخرى فترة من الخمول، يُشخَّص معظم المصابين بالتصلب المتعدد مبدئيًّا بهذا النوع من المرض.
- التصلب المتعدد الثانوي المتقدم: عادة ما يكون لدى الأشخاص المصابين بهذا النوع تاريخ سابق لهجمات، ولكن بعد ذلك تبدأ الأعراض في الظهور بشكل تدريجي وثابت، ويحدث تدهور في وظائفهم بمرور الوقت، قد يستمر معظم المصابين بهذا النوع من تطور المرض إذا لم يُعالَج.
- مرض التصلب العصبي المتعدد الأولي: هذا النوع أقل شيوعًا، ويتميز بتفاقم الأعراض تدريجيًّا من البداية مع عدم حدوث انتكاسات أو تفاقمات ملحوظة للمرض، على الرغم من أنه قد يكون هناك راحة مؤقتة أو طفيفة من الأعراض.
- مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاس التدريجي: وهو أندر نوع من مرض التصلب العصبي المتعدد حيث يحدث تفاقم مستمر للأعراض من البداية مع الانتكاسات الحادة التي يمكن أن تحدث بمرور الوقت أثناء مسار المرض.
السبب:
في مرض التصلب العصبي المتعدد، تهاجم خلايا الجهاز المناعي التي تحمي الجسم من الفيروسات والبكتيريا عن طريق الخطأ المايلين (مادة تشكل الغلاف الواقي الذي يغطي الألياف العصبية) في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)، وسبب هذا الهجوم لا يزال غير معروف، لكنْ يفسر العلماء سبب مهاجمة الجهاز المناعي لمايلين الجهاز العصبي المركزي في عدة تفسيرات محتملة، لكنَّ أكثرها شيوعًا هي الإصابة بعدوى فيروسية خاصةً فيروس إبشتاين بار (EBV) أو خلل جيني، كما قد تلعب بعض العوامل البيئية دورًا أيضًا.
الأعراض:
يختلف المسار الطبيعي لمرض التصلب العصبي المتعدد من شخص لآخر؛ مما يجعل من الصعب التنبؤ به، حيث يعاني معظم المصابين من أعراض قصيرة، تليها فترات طويلة من السكون النسبي (الخمول)، مع الشفاء الجزئي أو الكامل، عادةً ما يعتمد ظهور الأعراض والمدة على النوع المحدد، ولكنها قد تبدأ على مدى بضعة أيام وتختفي بسرعة، أو تتطور ببطء وتدريجيًّا على مدار سنوات عديدة. غالبًا ما تشمل الأعراض المبكرة:
- مشاكل في الرؤية (مثل: عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها أو التهاب العصب البصري الذي يسبب الألم أثناء حركة العين، وفقدان الرؤية السريع).
- ضعف العضلات، غالبًا في اليدين والساقين، وتيبُّس العضلات المصحوبة بتشنجات عضلية مؤلمة.
- وخز أو تنميل أو ألم في الذراعين، أو الساقين، أو الجذع، أو الوجه.
- صعوبة الحفاظ على التوازن عند المشي.
- مشاكل التحكم في المثانة.
- دُوَارٌ متقطع أو مستمر.
قد يتسبب مرض التصلب العصبي المتعدد في ظهور أعراض لاحقة، مثل:
- الإجهاد العقلي أو الجسدي الذي يصاحب الأعراض المبكرة أثناء النوبة.
- تغيرات في المزاج (مثل: الاكتئاب أو صعوبة في التعبير أو التحكم العاطفي).
- مشاكل في التركيز، أو تعدد المهام، أو التفكير، أو التعلم، أو صعوبات في الذاكرة.
- قد يكون ضعف العضلات وتيبسها وتشنجاتها شديدة بما يكفي للتأثير على المشي أو الوقوف.
- في بعض الحالات، يؤدي مرض التصلب العصبي المتعدد إلى شلل جزئي أو كامل واستخدام الكرسي المتحرك؛ خاصة في الأفراد الذين لم يُعالَجُوا أو لديهم مرض متقدم.
- يجد العديد من الأشخاص المصابين أن الضعف والإرهاق يزدادان سوءًا عندما يصابون بارتفاع درجة حرارة الجسم، أو عند التعرض للحرارة.
نادرًا ما يكون الألم هو أول علامة على مرض التصلب العصبي المتعدد، ولكن غالبًا ما يحدث الألم مع التهاب العصب البصري وألم العصب الثلاثي (اضطراب يصيب أحد الأعصاب التي توفر الإحساس لأجزاء مختلفة من الوجه)، يمكن أن تكون التشنجات المؤلمة في الأطراف، والألم الحاد الذي يصيب الساقين أو حول البطن من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد.
العلاج:
لا يوجد علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد، ولكن هناك علاجات يمكن أن تقلل من عدد الانتكاسات وشدتها، وتؤخر تطور المرض على المدى الطويل للمرض.
وتُستَخدَم هذه الأدوية بهدف:
مثال على هذه الأدوية: مجموعة الإنترفيرون، جلاتيرامير أسيتيت، فينقوليمود، ناتاليزماب.
مثال على هذه الأدوية: مجموعة الكورتيكوستيرويد (الكورتيزون) وتستخدم لفترات محددة لتقليل أعراض الهجمات.
- التحكم في الأعراض المصاحبة للمرض:
يستخدم الأطباءُ أدويةً مختلفة لعلاج أعراض محددة، مثل الشد العضلي، والإحساس بالوخز، والتعب، والاكتئاب.
- تُوصَف الكورتيكوستيرويدات (تؤخذ عن طريق الوريد): حيث تثبط بسرعة وفعالية جهاز المناعة وتقلل الالتهاب، هذه الأدوية تسرِّع الشفاء من نوبات المرض لكنها لا تغير النتيجة على المدى الطويل.
- تغيير البلازما: حيث يعمل على إخراج الدم من الجسم وإزالة المكونات التي يعتقد أنها ضارة في بلازما الدم، ثم يُعادُ الدم المتبقي. لم يُثبِت هذا العلاج فعاليته في مرض التصلب العصبي المتعدد التدريجي الثانوي أو المزمن.
- علاجات تعديل المرض كالأدوية القابلة للحقن (مثل: أدوية بيتا إنترفيرون وغيره) والتي تمنع حدوث تفاعلات الالتهاب داخل الجسم.
السيطرة على أعراض مرض التصلب المتعدد:
يسبب مرض التصلب العصبي المتعدد مجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن أن تتداخل مع الأنشطة اليومية، ولكن يمكن علاجها أو إدارتها عادةً:
- تعد مشاكل العين والرؤية شائعة لدى المصابين، لكنها نادرًا ما تؤدي إلى العمى الدائم، لذا قد تكون أدوية الستيرويد عن طريق الوريد، والنظارات الخاصة، وإراحة العينين بشكل دوري مفيدة.
- ضعف العضلات والتشنج شائع ويمكن السيطرة عليه عن طريق العلاج باليوجا أو العلاج الطبيعي، من المهم البقاء نشطًا بدنيًّا؛ لأن الخمول البدني يمكن أن يُسهِم في الضعف والألم والتعب وأعراض أخرى.
- يتطور الرعاش أو الاهتزاز الذي لا يمكن السيطرة عليه لدى بعض المصابين، فيمكن استخدام الأجهزة المساعدة.
- تحدث مشاكل المشي والتوازن في كثير من المصابين، وأكثر مشاكل المشي شيوعًا هي الترنح (حركات غير مستقرة وغير منسقة)؛ لذا بشكل عام يمكن استخدام عصا أو مشاية أو أي جهاز مساعِد آخر.
- يجب على المصابين تجنب النشاط البدني المفرط، وتقليل التعرض لظروف الطقس الحار أو درجة الحرارة المحيطة.
- إن مشاكل التحكم في المثانة، والإمساك، وتكرار التبول أو الإلحاح، أو فقدان السيطرة على المثانة، يمكن علاجها بالعلاجات الطبية.
- يمكن أن ينتج العجز الجنسي عن تلف الأعصاب التي تمر عبر الحبل الشوكي، ويمكن تصحيح بعض هذه المشاكل بالأدوية، كما قد تكون الاستشارة النفسية مفيدة.
- الاكتئاب شائع بين المصابين، غالبًا ما يُعالَج بالعلاج السلوكي المعرفي، والأدوية المضادة للاكتئاب.
- إجراء مراجعة شاملة مرة واحدة على الأقل في السنة.
- لا يوجد نظام غذائي خاص ثبت أنه يبطِّئ من تطور مرض التصلب العصبي المتعدد، ولكنَّ اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن بشكل عام يمكن أن يساعد في إدارة مشاكل معينة (مثل: التعب والإمساك).
- يعد النشاط المنتظم والتمارين الرياضية أمرًا مهمًّا للصحة العامة واللياقة البدنية.
- التوقف عن التدخين.
التصلب اللويحي والحمل:
عند التخطيط للحمل، يجب التحدث إلى الطبيب قبل البدء في محاولة الحمل؛ لأن بعض أدوية التصلب المتعدد ليست آمنة أثناء الحمل.
نصائح عامة متعلقة بالأدوية المستخدمة في حالات التصلُّب اللويحي المتعدد:
- يجب الالتزام باستخدام الأدوية بالطريقة الصحيحة، واتباع إرشادات الطبيب والصيدلي.
- للتأكد من سلامة وفعالية الأدوية المستخدمة عليك الالتزام بإجراء التحاليل والفحوصات التصويرية التي يطلبها الطبيب والصيدلي.
- لضمان فعالية الدواء يجب تخزين الدواء بالطريقة الصحيحة، تأكدْ من قراءة النشرة الداخلية للدواء أو سؤال الصيدلي عن طريقة التخزين.