الأمراض النفسية والعقلية

الاكتئاب

الاكتئاب:
هو اضطراب المزاج الذي يسبب شعورًا متواصلًا بالحزن وفقدان المتعة والاهتمام بالأمور المعتادة ونقص التركيز، وقد يكون مصحوبًا بالشعور بالذنب وعدم الأهمية ونقص تقدير الذات، ويؤثر المرض على المشاعر والتفكير والتصرفات؛ مما يسبب الكثير من المشكلات العاطفية والجسدية، والتي بدورها تؤثر على أداء الأنشطة اليومية، وقد يسبب الشعورَ باليأس من الحياة والتفكيرَ في الانتحار وربما الإقدام عليه في الحالات المتقدمة.

أنواع الاكتئاب:
تظهر بعض أنواع الاكتئاب في ظروف خاصة، مثل:

  • اضطراب الاكتئاب الجزئي (الاكتئاب الجزئي، الاكتئاب الخفيف، اضطراب عسر المزاج):

هو حالة من سوء المزاج تستمر لفترات طويلة ولا تؤثر بشكل ملحوظ على أداء الشخص. وقد يمر المصاب به بنوبات من الاكتئاب الشديد والاكتئاب الخفيف، ولا يسمى بالاكتئاب الجزئي إلا إذا استمر لسنتين على الأقل.

  • الاكتئاب الموسمي:

يتميز بحدوثه خلال موسم الشتاء؛ حيث تَقِلُّ فيه أشعة الشمس، ويزول غالبًا بحلول فصل الربيع، ويكون مصحوبًا بالعزلة الاجتماعية، وكثرة النوم، وزيادة الوزن.

  • الاكتئاب الذهاني:

هو إصابة الشخص باكتئاب شديد، بالإضافة إلى نوع من الاضطرابات العقلية (مثل: الهلوسات والأوهام)، وتكون أعراضه مرتبطة بأوهام كئيبة مثل هلوسات الفقر والمرض وغيرهما.

  • اكتئاب ما بعد الولادة:

هو أشد خطورة من الكآبة النفاسية التي تصيب أغلب النساء لمدة أسبوعين بعد الولادة، والمرأة المصابة باكتئاب ما بعد الولادة تواجه اكتئابًا شديدًا أثناء الحمل وبعد الولادة والذي من أعراضه: الحزن الشديد، والقلق، والإجهاد؛ مما يؤثر على أنشطتها اليومية وعنايتها بنفسها وطفلها.

  • الاكتئاب ثنائي القطب:

يختلف اضطراب ثنائي القطب عن الاكتئاب، ولكنه يُذكَر ضمن أنواع الاكتئاب؛ لأن المصاب بثنائي القطب يواجه نوبات من الاكتئاب الشديد تتناوب مع نوبات ابتهاج عالية.

الأسباب وعوامل الخطورة:

  • التاريخ العائلي.
  • نوع الشخصية: كأن يكون الشخص كثير القلق، أو يعاني من قلة الثقة بالنفس، أو يكثر من لوم ذاته، وغير ذلك.
  • الإصابة بالأمراض الخطيرة (مثل السرطان).
  • الإدمان على المخدرات والكحول.
  • صعوبات الحياة المستمرة (مثل: ضغوط العمل، الوحدة لفترة طويلة، التعرض للعنف ... وغيرهم) قد تسبب الاكتئاب.

الأعراض:
لا يواجه جميع المصابين بالاكتئاب كل الأعراض، حيث تختلف من شخص لآخر بحسب حدة المرض، ومدة الإصابة به، وكذلك بحسب مرحلة المرض، وتُصنَّف الأعراض كالتالي:

أعراض نفسية:

  • الحزن المستمر.
  • ضعف الثقة بالنفس والشعور بالدونية.
  • الشعور باليأس والإحساس بالذنب.
  • الشعور بالقلق والتوتر.
  • نقص أو انعدام بالرغبة أو المتعة بالنشاطات التي كانت تثير الرغبة والمتعة.
  • صعوبة بالتركيز أو اتخاذ القرارات.
  • التفكير بالموت أو الانتحار.

أعراض جسدية:

  • صعوبة النوم ليلًا مع الاستيقاظ باكرًا، أو النوم الزائد.
  • الشعور بالخمول وانعدام النشاط.
  • انخفاض الشهية ونقصان الوزن، أو زيادة الشهية وزيادة الوزن.
  • الصداع وآلام العضلات بلا سبب واضح.
  • التحدث والتحرك ببطء.
  • اضطراب الأمعاء (إمساك).
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • تغيرات في الدورة الشهرية.

أعراض اجتماعية:

  • الميل للانعزالية.
  • عدم الاهتمام بالواجبات بالعمل أو المدرسة.
  • الابتعاد عن الأهل والأصدقاء المقربين.
  • تعاطي المهدئات والكحول.

هنالك بعض الحالات تصاحبها أعراض تشبه أعراض الاكتئاب (مثل: مشاكل الغدة الدرقية، أو ورم في الدماغ، أو نقص الفيتامينات مثل فيتامين د)، لذلك يجب التحقق من الحالة الصحية قبل تشخيص الاكتئاب.

الفرق بين الحزن والاكتئاب:

عند حدوث خسائر في الحياة يصعب على الشخص تحمُّلها (مثل: وفاة شخص عزيز، أو خسارة الوظيفة، أو انتهاء العلاقات وغيرهم) من الطبيعي أن يصاب بالحزن، وقد يصف الشخص نفسه على أنه مصابٌ بالاكتئاب.

في الواقع إن الشعور بالحزن ليس كالاكتئاب؛ فالحزن أمر طبيعي ويختلف من شخص لآخر، ويشبه الاكتئاب في بعض خصائصه مثل العبوس والعزلة وغير ذلك، ويختلفان من عدة نواحٍ:

​الحزن​الاكتئاب
​ردة فعل طبيعية للخسائر​حالة مرضية
​الشعور بالحزن قد يكون مؤقتًا، ولا يزال الشخص قادرًا على الاستمتاع بالأمور والتطلع للمستقبل​يستمر الشعور بالحزن، ولا يستطيع الشخص الاستمتاع ولا التفكير في المستقبل بإيجابية.
​لا يزال الشخص محتفظًا بثقته بنفسه​الشعور بالدونية أمر شائع.

هنالك بعض الأمور التي قد تسبب الاكتئاب للبعض، بينما البعض الآخر يصيبه الحزن فقط، والتفريق بينهما يساعد كثيرًا في تجاوز الأمور الصعبة، ويساعد على إيجاد العلاج المناسب.

متى يجب رؤية الطبيب:

  • عند مواجهة أعراض الاكتئاب لأغلب الوقت، ولعدة أيام متواصلة، ولأكثر من أسبوعين.
  • إذا كان سوء المزاج يؤثر على الحياة اليومية والعلاقة مع الآخرين.
  • عند التفكير في الانتحار أو إيذاء النفس.

التشخيص:

  • التاريخ الشخصي: سؤال المريض عن حالته الصحية، والتأكد من وجود الأعراض لمدة أسبوعين.
  • تحاليل مخبرية: سيطلب الطبيب القيام بتحليل دم شامل للتأكد من أن الأعراض ليست بسبب مشاكل عضوية.

العلاج:
الاكتئاب بكافة أنواعه وشدته قابل للعلاج، وكلما بدأ العلاج مبكرًا زادت فعاليته:

استخدام الأدوية:
يُستَخدَم ما يسمى "مضادات الاكتئاب"، وهي عادةً تتطلب عدة أسابيع (أسبوعان إلى ٤ أسابيع) ليبدأ مفعولها، كما أنها تتطلب الاستمرار على تناولها لفترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا في بعض الحالات. ولكن بعض الاضطرابات (مثل النوم والشهية) تبدأ بالتحسن قبل تحسن المزاج.


ملاحظات:
عند بدء استخدام الأدوية:
يعاني البعض من الأفكار الانتحارية (خاصة مَنْ هم دون ٢٥ سنة)، لذلك يجب مراقبتهم جيدًا وعن قرب، خاصة في بداية استخدام الأدوية، أو عند تغيير الجرعات.
يجب التحدث مع الطبيب قبل استخدام الأدوية -وقت الحمل، أو عند التخطيط للحمل، أو قبل الرضاعة- عن تأثير الأدوية على الأم والطفل.
خطورة إيقاف الأدوية بشكل مفاجئ:
يجب عدم التوقف عن استخدام الأدوية بشكل مفاجئ وبدون إخبار الطبيب، ليس لأنها تسبب الإدمان، بل لأن الجسم قد يكون قد اعتاد عليها، لذا يجب سحبها من الجسم بالتدريج وتحت ملاحظة الطبيب المختص لتلافي الأعراض الانسحابية.
العلاج النفسي ووسائل أخرى:
أغلب أنواع العلاج النفسي أُثبِتَت فعاليتها في معالجة الاكتئاب، وتشمل: العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج بحل المشاكل وغيرها، وقد يكون هو العلاج الأفضل -على الأقل كبداية- في الحالات البسيطة من المرض.
العلاج المشترك: ويشمل العلاج النفسي والدوائي معًا، وهو الأفضل في معظم الحالات كما أثبتت التجارب الطبية.

إرشادات للتعامل مع الاكتئاب:

  • الحرص على ممارسة النشاط البدني.
  • قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء، وطلب المساعدة منهم، وتجنُّب العزلة.
  • القراءة والتعلم أكثر عن الاكتئاب.
  • التدوين والكتابة يساعدان على تفريغ المشاعر والشعور بالتحسن.
  • تعلُّم تقنيات الاسترخاء والتعامل مع الضغوط (مثل: التأمل، واسترخاء العضلات، واليوغا).
  • تبسيط المهام اليومية، ووضع أهداف قابلة للتحقيق لتجنب الإصابة بالإحباط.
  • تنظيم الوقت، وصنع قائمة للإنجازات اليومية ومواعيدها.
  • تجنب اتخاذ القرارات المهمة عند الشعور بالاكتئاب.


آخر تعديل : 18 صفر 1445 هـ 09:57 ص
عدد القراءات :