مواضيع ساخنة

فيروس كورونا المستجد
​تبذل وزارة الصحة جهودًا كبيرة وواضحة في مواجهة فيروس (كورونا) المستجد، منذ الإعلان عن ظهور الحالات في (ووهان) بالصين. وتثمن (الصحة) الاستشعار المبكر من القيادة الرشيدة لخطر هذا الفيروس، والتحديات التي فرضها؛ حيث تتطلب العمل المتكامل من جميع قطاعات الدولة وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين؛ لمكافحة هذه الجائحة.

وكان من أبرز العوامل التي أسهمت في احتواء انتشار الفيروس استعداد الوزارة المبكر، وسرعة الاستجابة والشفافية، وقوة نظامها الصحي، وكفاءة الكوادر الصحية، وتوفير الدعم وكافة التجهيزات، مما قلل من آثار الجائحة. فقـد بلـغ معـدل الإصابـة فـي المملكـة 9 إصابـات لـكل ألـف نسـمة، وبلـغ التوسـع فـي إجـراء الفحوصـات بمعـدل 13 ألـف فحـص لـكل 100 ألـف نسـمة، كمـا وصـل معـدل الإماتـة بيـن المصابيـن إلـى 1% مقارنـة بالمعـدل العالمـي الذي بلغ 3.47%، حتـى نهاية أغســطس 2020م.

بـدأت اسـتجابة المملكـة العربيـة السـعودية مبكـرًا علـى مرحلتيـن، الأولـى حسـب الأمـر السـامي الكريـم فـي تاريـخ 1/6/1441هــ القاضـي بتشـكيل اللجنـة العليـا الخاصــة باتخــاذ كافــة الإجــراءات الاحترازيــة والتدابيــر اللازمــة لمنــع انتشــار جائحــة (كورونــا) المســتجد، والتــي كان يرأســها وكيــل وزارة الصحــة للصحــة العامــة وتضـم 6 جهـات مشـاركة. وبنـاء علـى تقييـم معطيـات الوضـع العالمي تـم تصعيـد الاسـتجابة إلـى مرحلـة أعلـى حسـب الأمـر السـامي الكريـم فـي تاريـخ 7/6/1441 هــ القاضـي بتشـكيل اللجنـة المعنيـة باتخـاذ جميـع الإجـراءات الاحترازيـة اللازمــة لمنــع تفشــي فيــروس (كورونــا) فــي المملكــة، والتــي يرأســها معالــي وزيــر الصحــة وعضويــة الجهــات المشــاركة.

وعملت (الصحة) على التخطيط، والتنسيق والمراقبة، على المستوى الوطني، والتواصل أثناء الجائحة وإشراك المجتمع، والترصد الوبائي وتفعيل فرق الاستجابة السريعة، ومراقبة المنافذ والسفر الدولي والتنقل، وتشغيل المختبرات بطاقتها القصوى، خصوصًا مختبـر المركـز الوطنـي للوقايـة مـن الأمـراض ومكافحتهـا والمختبـرات الإقليميـة فـي المناطـق، ودعم فِرَق الوقاية ومكافحة العدوى، وإدارة وعلاج الحالات، ودعم الإسناد التشغيلي واللوجيستي، وضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية.

واستنفرت الوزارة في ذلك طاقاتها كافة؛ ففعلت أداة (جـدة)، وأداة (سـالم كوفيـد)، وهـي من أدوات قيـاس مخاطـر علميـة؛ حيث قـام المركـز العالمـي لطـب الحشـود بـوزارة باسـتحداثها حسـب الطـرق العلميـة، بالإضافة إلى برنامج (تقصي)؛ لمتابعة الحالات المشتبهة والمؤكدة بشكل يومي في المحاجر والعزل المنزلي. وسنت اللجنة المعنية الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، مثل: تعليــق كافــة التجمعــات، والتأكيــد علــى مبــدأ (كلنــا مســؤول)، وتعليق العمرة وتقليص عدد الحجيج، ومنع السفر، وفرض الحجر المنزلي، وتفعيل مراكز القيادة والتحكم ومختلف اللجان والمنصات في جميع المناطق، وعقد الاجتماع اليومي لجميع اللجان والمنصات، مثل: (مكافحة العدوى) في المنشآت الصحية، و(حصن)، و(طب الحشود)، و(مركز الأزمات والكوارث الصحية)، و(مركز الاتصال الموحد937)، و(الأمراض المعدية)، و(الرعاية الأولية)، و(الصحة الإلكترونية)، و(مركز وقاية)، و(الزائر السري)، و(المحاجر). وقام مركز القيادة والتحكم بإصدار المهام المعنية لكل منصة ومتابعة أدائها من خلال المؤشرات اليومية. كما قام المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية بإصدار التقارير والتنبيهات الدورية ومتابعة أداء المستشفيات.

وسخرت (الصحة) نظامها لإدارة وعلاج الحالات؛ حيث تــم التنســيق مــع الجهــات المعنيــة مــن قبــل اللجنــة المعنيــة لتنفيــذ وتطبيــق مهــام وتدابيــر لإدارة وعـلاج الحــالات المصابـة أو المشـتبهة بالفيروس وتمحور التنسيق حـول: اسـتجابة المستشـفيات الحكوميـة والخاصـة، ووضع خطـة لرفـع القــدرة الاســتيعابية، اســتجابة مراكــز الرعايــة الأوليــة، وإجــراءات الحجــر والاســتفادة المثلــى مــن دور المنشــآت الصحيــة الخاصــة.

وأبقت (الصحة) منافذ التواصل أثناء الجائحة مشرعة؛ وذلك بإشراك المجتمع من خلال المؤتمر الصحفي اليومي المشترك؛ لتسليط الضوء على أبرز المستجدات، وتفعيل موقع الوزارة للوقاية من فيروس (كورونا) المستجد، وتطوير الخط الساخن (937)؛ للرد على الاستفسارات، وإعطاء التوجيهات اللازمة، وتقديم الاستشارات الطبية والنفسية على مدار الساعة، وإطلاق قنوات إضافية للوصول للمجتمع باستخدام الرد التفاعلي Chatbot عبر الرقم(920005937)؛ لتقديم النصائح والمعلومات، وتفعيل تطبيق (إشارة)؛ للوصول إلى فئة الصم والبكم، وتلخيص المواد العلمية باللغات الشائعة بين المقيمين؛ لنشر الرسائل في الوقت المناسب واعتماد وتطوير تطبيقات: (تطمن)، و(صحتي​)؛ لتقييم الحالات المشتبهة ومتابعة الحالات المؤكدة، وغيرها من التطبيقات مثل: (صحة)، و(تباعد) و(توكلنا)، و(تأكد). كما قامت بتفعيل دور العيادات الافتراضية، والطب الاتصالي والاستشارات الطبية عن بعد، ومنصة طب الأشعة الاتصالي، والروبوتات الطبية؛ لمنع انتشار فيروس (كورونا) المستجد. كما عملت الوزارة على إصـدار الأدلـة الإرشـادية والبروتوكولات المتعلقة بالفيروس للأطباء، والأدلة التوعوية لشـرائح المجتمـع كافة، بالإضافة إلى الخريطة التفاعلية، وبثت الإحصاءات على مدار الساعة، وعمدت الوزارة إلى استكشاف تفاعل المجتمع مع الجائحة، واستطلاعات الرأي العام بوساطة الاستبانات. كما أنشات الوزارة (وحدة شهداء)؛​ الصحة تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء شهداء الصحة الذين تفانوا في أداء أعمالهم، ووهبوا أرواحهم للمحافظة على سلامة وصحة المواطن والمقيم.

وكانت المملكة العربية السعودية، ممثلة في وزارة الصحة، في طليعة الدول التي وفرت لقاح فيروس (كورونا) المستجد. وأكدت الوزارة مأمونية اللقاح وفاعليته ؛ نظرًا لاجتيازه مراحل الاختبار اللقاح بفاعلية، وحدوث استجابة مناعية قوية، وأجسام مضادة مستمرة، مؤكدة مجانية الحصول على اللقاح لجميع المواطنين والمقيمين، وذلك إنفاذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة، مهيبة بالجميع سرعة التسجيل وحجز موعد لأخذ اللقاح وذلك عبر منصة (صحتي)؛ حفاظًا على صحتهم وسلامتهم، وحماية لهم - بإذن الله - من الإصابة بالفيروس.

جدير بالذكر أن وزارة الصحة دمجت تطبيقاتها المتعددة مثل: (صحة)، و(تطمن)، و(موعد) وغيرها لتصبح في المنصة الموحدة (صحتي)؛ انطلاقًا من حرص الوزارة على التسهيل على جميع المواطنين والمقيمين، ولسرعة الحصول على الخدمات الصحية.

للإطلاع على إحصائيات فايروس كورونا المستجد


آخر تعديل : 11 ربيع الثاني 1445 هـ 11:28 ص
عدد القراءات :