مدونة عام 2007

الخلط بين الأخطاء و المضاعفات الطبية يؤثر على الإبداع العلمي
ما دام هناك بشر لا بد من وجود أخطاء طبية النصيب الأكبر من الأخطاء الطبية جاء للنساء والولادة 27% ثم الجراحة 21%.الحديث عن الأخطاء الطبية طويل ومتشعب ، فالأخطاء الطبية تحصل في جميع دول العالم ففي الولايات المتحدة الأمريكية وهي أكثر دول العالم تقدماً في مجال الطب بلغ عدد الوفيات نتيجة للأخطاء الطبية حوالي مائه ألف حالة وفاة في السنة الواحدة بينما في بريطانيا وصلت عدد الوفيات إلى 30000 (ثلاثين ألف سنوياً ).وفي المملكة بلغ عدد الحالات في ست سنوات بين 2001 – 2006 حوالي 25920 ( خمس وعشرون ألف وتسعمائة وعشرون حالة) كان النصيب الأكبر منها للنساء والولادة 27% ثم الجراحة 21%.
 
ومن المهم جدا عدم الخلط بين الأخطاء الطبية والمضاعفات الطبية لأن الفارق كبير بينهما ، فبينما نجد أن الإهمال يصاحب الأولى فإن الاجتهاد العلمي المفيد يصاحب الثانية والخلط بينهما قد يؤدي بالأطباء الى الحد من الإبداع العلمي المميز في إجراء عملية معقدة أو إجراء طريقة غير مسبوقة لإنقاذ حياة مريض في حالة حرجة خوفاً من الوقوع في مضاعفات طبية قد تتحول إلى أخطاء طبية يعقبها الكثير من الإجراءات القانونية المعقدة ، لذا فيجنح الأطباء إلى عمل الإجراءات السهلة والمضمونة النتائج إلى حد كبير ليتم الإشادة بهم على عكس ما يحدث في الحالة الأولى رغم صعوبة الموقف، مؤكداً أن هذا كله لايعتبر مبرراً لكثرة الأخطاء الطبية ولا للتساهل معها بل يجب أن نسارع دائماً وفي جميع المستشفيات والمرافق الصحية إلى التحقيق مع جميع الحالات التي نشك في وجود أخطاء طبية حتى لو لم يكن هناك شكوى معتمدة بذلك ومهما بلغ حجم الخطأ لأن هذا هو الطريق الصحيح للتقليل من الأخطاء الكبيرة.
 
كما أن الأخطاء الطبية لا يمكن التخلص منها نهائياً فما دام أن هناك بشر فلابد من وجود أخطاء ولكن هناك إجراءات وسياسات يمكن تطبيقها بشكل دقيق ومع كل حالة التقليل بشكل كبير جداً من الأخطاء.
 
لاشك أن قلة خبرة الفريق الطبي وقلة الأجهزة الجيدة للتشخيص وعدم الالتزام بالسياسات والإجراءات تعتبر من الأسباب الرئيسية للأخطاء الطبية.
 
كما للإعلام بكافة وسائله دور كبير في الحد من الأخطاء الطبية فله أثار سلبية وإيجابية ، فهو أحياناً قد ينشر خبراً بشكل مؤثر جداُ يثير الأجهزة الرقابية للدولة قبل أن يتأكد من تفاصيل الخبر بشكل دقيق من كل الأطراف وفي نفس الوقت له آثار ايجابية إذا ما وجد طبيب متمرس لإعطاء النصيحة بعد أن يعرف التفاصيل الدقيقة للحالة.
 
إن الأخطاء الطبية يمكن أن تقل إلى نسبة تكاد لاتذكر إذا ما اتبعنا كل الأسباب التي يمكن أن نتجنب من خلالها الوقوع في الأخطاء.
آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:08 م
عدد القراءات :