نظرة عامة
- في1 أبريل 2024، تم إخطار منظمة الصحة العالمية WHO بشأن حالة مؤكدة مختبريًا للعدوى البشرية المرتبطة بفيروس الإنفلونزا A(H5N1) من قِبل مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية NFP بالولايات المتحدة الأمريكية.
- ظهرت الأعراض على المريض في 27 مارس، وكان لديه تاريخ من التعرض لمنتِجات الألبان (الأبقار) المصابة بفيروس الإنفلونزا A (H5N1) في تكساس، وتعتبر هذه الحالة البشرية المؤكدة لأنفلونزا A(H5N1) هي الأولى التي يتم اكتشافها في عام 2024، والثانية في البلاد، كما لم يتم تحديد أي حالات إضافية مرتبطة بالعدوى البشرية بالإنفلونزا A(H5N1).
- في 3 يوليو 2024، تم التعرف على حالة بشرية أخرى مصابة بفيروس إنفلونزا الطيور شديدة العدوى (HPAI) A(H5) في الولايات المتحدة، وذلك في ولاية كولورادو. هذه الحالة هي الرابعة المرتبطة بتفشي متعدد الولايات لفيروس إنفلونزا الطيور A(H5N1) في الأبقار الحلوب، وهي الأولى في كولورادو. الحالات السابقة تم الإبلاغ عنها في تكساس (1) وميشيغان (2). كما في الحالات السابقة، كان الشخص المصاب يعمل في مزرعة ألبان، حيث تم تأكيد إصابة الأبقار بفيروس إنفلونزا الطيور، حينها أبلغ الشخص المصاب عن احمرار بالعينين فقط، وقد تلقى العلاج بدواء "أوسيلتاميفير"، وتعافى بعدها. ثم قام مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بمراقبة نظم مراقبة الإنفلونزا عن كثب، خاصة في الولايات المتأثرة، ولم تتم ملاحظة أي نشاط غير عادي للإنفلونزا بين الأشخاص، بما في ذلك المراقبة الظرفية.
تقييم المخاطر
أفادت التقارير بأن هذه الحالة البشرية قد تعرضت لمنتِجات الألبان في تكساس، كما تم تأكيد وجود فيروس HPAI A (H5N1) في قطعان منتِجات الألبان.
معظم الحالات البشرية تحدث بعد التعرض للحيوانات المصابة أو البيئة الملوثة. كما تميل العدوى البشرية المُبَلَّغ عنها إلى الإصابة بأعراض سريرية خفيفة، ويمكن توقع المزيد من الإصابات البشرية، وذلك نظرًا لاستمرار اكتشاف الفيروس في قطيع الدواجن أو الخنازير، لكن من النادر أن يتم الإبلاغ عن الإصابة بالإنفلونزا A في أنواع الأبقار، ويجري حاليًا تقييم انتشارها بين قطعان الماشية المنتجة للألبان في أربع ولايات أمريكية.
منذ عام 2003 إلى أبريل 2024، تم الإبلاغ عن إجمالي 889 حالة، و463 حالة وفاة (نسبة الوفيات 52%) بسبب فيروس الإنفلونزا A(H5N1) في جميع أنحاء العالم من 23 بلدًا. وكانت أخر حالة تم الإبلاغ عنها بين البشر قبل الحالة الحالية، في مارس 2024 بفيتنام. الحالة البشرية في تكساس هي الحالة الرابعة المبلغ عنها في منطقة الأمريكتين، وقد تم الإبلاغ عن أحدث حالة سابقة في تشيلي في مارس 2023.
في 11 يونيو 2024، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن طفلاً يبلغ من العمر أربع سنوات في الهند، أُصيب بفيروس إنفلونزا الطيور H9N2 - وهو سلالة إنفلونزا مختلفة عن H5N1 - لكنه تعافى بعد إصابته بنوبات وضيق في التنفس وحمى وتشنجات في البطن. وقد أصاب فيروس H9N2 حوالي 100 شخص على مستوى العالم منذ عام 1998، وهذه هي الحالة البشرية الثانية في الهند.
تشير الدلائل الوبائية والفيروسية الحالية إلى أن فيروسات الإنفلونزا A (H5) وA (H9N2) وA (H1) v وA (H3N8) لم تكتسب القدرة على الانتقال المستمر بين البشر، وبالتالي فإن احتمالية انتقال الفيروس بين البشر منخفضة.
لا توجد لقاحات محددة للوقاية من عدوى فيروس الإنفلونزا A(H5N1) لدى البشر، لكن تم تطوير لقاحات مرشحة للوقاية من عدوى فيروس H5 لدى البشر لأغراض الاستعداد لمواجهة الأوبئة.
بناءً على المعلومات المتوفرة حاليًا، لا تغير هذه الإصابة في تقييم مركز السيطرة على الأمراض لمخاطر إنفلونزا الطيور H5N1 على صحة الجمهور العام في الولايات المتحدة، والذي يعتبره المركز منخفضًا. ومع ذلك، يؤكد هذا التطور على أهمية الاحتياطات المُوصى بها للأشخاص الذين يتعرضون للحيوانات المصابة. الأشخاص الذين يتعرضون بشكل وثيق أو مطول أو غير محمي للطيور المريضة أو الحيوانات الأخرى، (بما في ذلك الأبقار) أو للبيئات الملوثة بالطيور أو الحيوانات المصابة الأخرى، يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور A(H5N1).
أنشطة مركز السيطرة على الأمراض
تم اكتشاف هذه الحالة من خلال تنفيذ استراتيجيات المراقبة والاختبار، التي أوصى بها مركز السيطرة على الأمراض للأشخاص المعرضين للفيروس. بالإضافة إلى المراقبة المعززة والمستهدفة، قام مركز السيطرة على الأمراض أيضًا بـ:
- إجراء العديد من المكالمات مع إدارات الصحة الحكومية والمحلية لزيادة الاستعداد.
- اتخاذ إجراءات لتحسين توفر معدات الحماية الشخصية لعمال المزارع.
- تحديث التوصيات المؤقتة لحماية العمال لتشمل أولئك الذين يتعرضون للتعامل مع الأبقار الحلوب.
- إجراء العديد من المكالمات مع مجموعات تمثل عمال المزارع.
- بدء حملة توعية رقمية مدفوعة الأجر مستهدفة في المقاطعات المتأثرة، بغية الوصول إلى عمال المزارع بمعلومات حول الوقاية من إنفلونزا الطيور، وما يجب القيام به في حال ظهور الأعراض.
توصيات منظمة الصحة العالمية لإدارة المخاطر:
- يتطلب تنوع فيروسات الإنفلونزا الحيوانية المنشأ، مراقبة متزايدة في كل من الحيوانات والبشر، بالإضافة إلى فحص شامل لكل عدوى حيوانية المصدر، والتخطيط للأوبئة، وذلك لمنع حدوث طفرة فيروسية يمكن أن تجعل انتقال العدوى من إنسان إلى آخر أسهل، كما تُوصي منظمة الصحة العالمية عمال الدواجن بتلقي التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية.
- من الضروري توافر المراقبة العالمية للكشف عن التغيرات الفيروسية والوبائية والسريرية المرتبطة بانتشار فيروسات الإنفلونزا، التي قد تؤثر على صحة الإنسان والحيوان، ومن المهم أيضًا التعاون بين قطاعي الصحة الحيوانية والبشرية، ومتابعة الحالات البشرية المشتبه بها بشكل منهجي.
- في حال السفر إلى البلدان التي يُعرف عنها تفشي إنفلونزا الحيوانات، يجب تجنب المزارع، أو الاتصال بالحيوانات في أسواق الحيوانات الحية، أو دخول المناطق التي قد يتم فيها ذبح الحيوانات، أو ملامسة أي سطح ملوث بفضلات الحيوانات. يجب أيضًا على المسافرين غسل أيديهم كثيرًا بالماء والصابون، كما يجب على المجتمع بشكل عام اتباع ممارسات سلامة الأغذية والنظافة الجيدة.
- يجب الإبلاغ عن جميع الإصابات البشرية المؤكدة مختبريًا، والناجمة عن نوع فرعي جديد من فيروس الإنفلونزا بموجب اللوائح الصحية الدولية (اللوائح الصحية الدولية، 2005).
- لا تنصح منظمة الصحة العالمية بإجراء فحص خاص للمسافرين عند نقاط الدخول أو القيود فيما يتعلق بالوضع الحالي لفيروسات الإنفلونزا في الواجهة البينية للإنسان والحيوان.
المصدر