يتنافس منسوبو وزارة الصحة بمستشفيات مكة المكرمة ومراكز المشاعر المقدسة استعدادًا لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم العون لهم؛ فأحدهم يبتكر، وآخر يُجهِّز، وثالث يتدرب، ورابع يحاكي، سعيًا لأن يكونوا على قدر الثقة بانتدابهم لنيل هذا الشرف العظيم، رافعين أكف الضراعة إلى الله أن يوفقهم ويسددهم، وأن يتم على الحجاج حجهم وهم بوافر الصحة والعافية.
ويشتعل هذا التنافس منذ وقت مبكر بين منسوبي (الصحة) لخدمة حجاج بيت الله الحرام، بدءً من تقدمهم بطلب نيل شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام على نهج دولتهم المباركة؛ حيث يرفع مجموعة كبيرة من منسوبي الوزارة طلباتهم في مطلع كل عام هجري من أجل الذهاب إلى مستشفيات ومراكز المشاعر المقدسة للمشاركة في خدمة الحجاج، ونيل هذا الشرف العظيم الذي تحظى به المملكة العربية السعودية.
وتأتي هذه المنافسة بالرغم من صعوبة المهمة ومشقتها؛ حيث تُعدّ العناية الطبية بالحشود من أصعب المهام والإجراءات الطبية، لكثرة الأعداد وحاجة التعامل السريع معها، ولكن هذه المشقة وصعوبة المهمة لم تثنِ أبطال (الصحة) عن المنافسة للنيل بها والسباق الشريف لهذه المهمة.
ويُعد أبطال (الصحة) هم الخط الأول لاستقبال وفود الحجاج في المنافذ والمطارات، وللاطمئنان على حالتهم، والتأكد من سلامتهم، وإعطائهم التطعيمات اللازمة، كما تستمر هذه المهمة في كل مناسك الحج، عبر قطاعات الصحة المترامية في جميع أرجاء مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمجهزة بأعلى التجهيزات العالمية وأمهر الطواقم الطبية؛ لتكون يدًا حانية، تمسح على حجاج بيت الله الحرام، وتزيل آلامهم، وتساهم –بفضل الله- في عودة الابتسامة لهم، فضلًا عن إعانتهم على إتمام مناسكهم.
جدير بالذكر أن كل فرد من أبطال (الصحة) يتعامل مع حجاج بيت الله كما يتعامل مع عائلته؛ معتبرًا هذه السيدة أمه، وذاك الشيخ أباه، وهذا الشاب أخاه، وتلك الفتاة أخته، وذلك الصغير ابنه. ويفرح هؤلاء الأبطال بنجاح هذا الموسم، سائلين الله –عز وجل- أن يوفقهم، كما يتبادلون التهاني والتبريكات لمن نال هذا الشرف وحظي بالموافقة للعمل بالمشاعر المقدسة. وتستمر مهمة أبطال (الصحة) حتى يودعون الحجيج وهم بوافر الصحة والعافية، رافعين أكف الضراعة لله عز وجل أن يتقبل منهم، وأن يعيدهم لأوطانهم سالمين.