تمكَّن - بفضل الله - فريق طبي مشترك من الجراحة العامة، والعناية المركزة، والأشعة التشخيصية والتداخلية بمجمع الملك عبدالله الطبي بجدة من إنقاذ حياة مصاب تعرض لجلطات كبيرة بالشرايين المغذية للرئتين.
وكان المصاب قد تعرض لحادث سقوط من موقع مرتفع. وبعد إجراء عدد من الفحوصات الطبية اللازمة، التي أكدت إصابته بعدة كسور في الجسم، مع تجمع دموي بالمنطقة الخلفية داخل البطن، تم تنويمه بقسم الجراحة العامة. وهناك، لوحظ عدم استطاعته الحركة، ووُجدت صعوبة في إعطاء المريض العلاج الروتيني لمنع الجلطات؛ بسبب الكسور المتعددة، والتجمع الدموي بالبطن. ونتج عن ذلك حدوث جلطات كبيرة بالشرايين المغذية للرئتين؛ مما أثَّر في قدرته على التنفس، وزيادة الضغط على القلب؛ الأمر الذي استوجب نقله إلى العناية المركزة؛ بسبب تغير علامات المصاب الحيوية.
ونظرًا لأن اتباع الطرق التقليدية في معالجة مثل هذه الجلطات - كإعطاء مسيلات الدم، أو مذيب الجلطات بجرعات كبيرة نسبيَّا غير مجدٍ؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى حدوث نزيف في البطن، أو في أماكن الكسور، فقد تم التواصل مع وحدة الأشعة التداخلية؛ لإجراء العلاج المناسب. واستخدمت الوحدة جهازًا حديثًا نجحت بوساطته في إدخال قسطرتين من الناحيتين اليمنى واليسرى من شرايين الرئة؛ ليتم إذابة الجلطات عن طريق ذبذبات الموجات الصوتية، مع حقن كمية صغيرة جدًّا من أدوية إذابة الجلطة لفترة ثماني ساعات. وخلال هذه الفترة، تحسنت علامات المصاب الحيوية، وتعافى بعدها من جلطات الرئة. وبعد أسبوعين من تنويمه، وتعافيه، قرر الفريق الطبي خروجه من المجمع.