أخبار الوزارة

افتتاح الملتقى السعودي لاتحاد الدول العربية في مكافحة الإيدز تحت رعاية معالي وزير الصحة
افتتح معالي وزير الصحة والرئيس التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، مساء أمس فعاليات الملتقى السعودي لاتحاد الدول العربية في مكافحة الإيدز، وذلك بقاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية.

ويُعقد هذا الملتقى تحت مظلة جامعة الدول العربية لمدة خمسة أيام، ويعتبر أول اجتماع لممثلين رسميين من الدول العربية وممثلين عن المنظمات غير الحكومية والناشطين في مجال مكافحة الإيدز.
وقد بدأ الحفل الافتتاحي بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي د.زياد بن أحمد ميمش رحب فيها بالحضور، وأشار إلى أن الملتقى معني بتعزيز وتقوية الشراكات العربية والدولية لتنسيق وتوحيد الاستجابة الوطنية في مجال مكافحة وباء الإيدز، في ضوء العمل على توطيد سبل التعاون مع منظمات الأمم المتحدة ودعم مؤسسات المجتمع المدني العاملة في سبيل دعم المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة.

وأوضح الدكتور ميمش أن الملتقى يأتي امتداداً لجهود سابقة كان آخرها المبادرة السعودية لمكافحة الايدز بين دول مجلس التعاون في أكتوبر الماضي والتي وافق خلالها معالي وزراء الصحة العرب على توحيد الاستجابة الوطنية في الدول العربية لمكافحة الايدز.

وأفاد د. ميمش أنه يتم حاليا بوزارة الصحة التوسع في توفير الخدمات الوقاية وإجراء المسوحات من خلال مراكز الفحص الطوعي، والمشورة الثابتة والمتحركة، والمسوحات المعنية بمعرفة طبيعة انتشار الفيروس بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة للحد منها، وكذلك الخدمات المتعلقة بسلامة الدم المنقول منوهاً بأن نسبة العدوى من خلال نقل الدم وصلت إلى صفر منذ سنوات عديدة.

وأكد د. زياد ميمش أن وزارة الصحة تبنت مع هيئات ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات العمل الدولية جميع بنود ضمان توفير البيئة الصحية والقانونية والتشريعية اللازمة للحفاظ على حقوق المتعايشين مع الفيروس وتسهيل الخدمات ووسائل الوقاية والحماية للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

واختتم وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي د. زياد بن أحمد ميمش كلمته مشيراً إلى أن وزارة الصحة وفرت البرامج الوقائية والعلاجية الحديثة من خلال العديد من المراكز العلاجية المتخصصة في علاج الايدز وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات والأدوية والكوادر المؤهلة، مؤكداً على أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع الوزارات ذات العلاقة والمنظمات الخيرية التي تعمل في نفس المجال لتقديم كل الدعم لإتاحة كافة الخدمات الممكنة للمتعايشين مع فيروس الايدز وأسرهم، كما تسعى الوزارة لإيصال الخدمات الوقائية للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالايدز في المجتمع.

ثم ألقت مديرة المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك والمعني بالإيدز الدكتورة هند الخطيب قدمت خلالها الشكر والتقدير لمعالي وزير الصحة د.عبد الله الربيعة لرعايته هذا الملتقى، الذي يهدف إلى مناقشة الخطوط العريضة والعناصر الضرورية لتفعيل الاستجابة الوطنية لمكافحة الإيدز في الدول العربية، مع التركيز على دراسة واستعراض الوضع في البلدان العربية تجاه الالتزامات الإقليمية والدولية، ومن ضمنها الإعلان السياسي الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو 2011م، والخطوات اللازمة لترجمة هذه الالتزامات إلى أفعال ملموسة من خلال استراتيجيات وطنية لمكافحة الإيدز مبنية على البراهين وحقوق المتعايشين والمتأثرين بفيروس الإيدز.

وأكدت د. الخطيب التزام برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز بمبادرة مكافحة الإيدز في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي أطلقتها المملكة برعاية معالي وزير الصحة في أبريل الماضي مع العمل على تفعيل الجهود الرامية إلى أن تشمل هذه المبادرة كافة الدول العربية.
وأوضحت الدكتورة هند أن هذا الملتقى يجسد الشراكة الاستراتيجية بين الحكومات وجامعة الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة من أجل مكافحة وباء الإيدز في الدول العربية وتوحيد لغة الحوار والتعاون المشترك بين الدول العربية للخروج بتوصيات حاسمة تعزز الجهود الوقائية والعلاجية التي تنتهجها هذه الدول في مكافحة هذا الوباء ودعم المتعايشين مع الفيروس.

بعدها ألقى الداعية المعروف الدكتور الشيخ عايض القرني كلمة المجتمع المدني، دعا فيها الجميع إلى عدم جعل المصابين بمرض الإيدز وصمة عار في المجتمع والعمل على دعمهم، مشيراً إلى أن مريض الإيدز هو أحد أفراد المجتمع وأن الأطباء المعالجين لهؤلاء المرضى سينالون الأجر العظيم.
وأشاد الشيخ عايض القرني بجهود معالي وزير الصحة، مؤكداً أنه أعطى عن المملكة والدين الإسلامي الحنيف صورة جميلة بما قدمه من أعمال وإنجازات طبية تعد أعظم من آلاف المحاضرات والدروس حتى صارت المملكة قبلة للعلاج والاستشفاء.

كما خاطبت الحفل مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية مسئول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب والوزير المفوض بجامعة الدول العربية ليلى نجم بكلمة شكرت فيها المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على استضافة هذا الملتقى، كما شكرت معالي وزير الصحة على جهوده المخلصة في تعزيز العمل العربي الصحي للمواطن في الدول العربية من خلال المبادرات والفعاليات الهامة التي استضافتها المملكة.
وقالت السيدة نجم أن فيروس نقص المناعة البشري المكتسب يمثل احد أضخم التحديات الصحية التي تقف عائقا أمام تحقيق التنمية والتقدم في العالم بأسره مما يستدعي مشاركة كافة القطاعات في البحث عن حلول استثنائية شاملة يراعى فيها حقيقة أن انتشار فيروس الايدز غالبا ما يكون مرتبطا بظروف اجتماعية صعبة يتصدرها الفقر.

وأوضحت السيدة ليلى نجم قائلة إنه على الرغم من أن هناك مؤشرات إيجابية على المستوى الدولي تتمثل في انخفاض نسبة الإصابات الجديدة والتوسع في الحصول على العلاج بالإضافة إلى التقدم المحرز في الحد من انتقال المرض من الأم إلى الجنين، إلا أن الدول التي لا تزال تعاني من ارتفاع معدل الإصابة بالمرض تحتاج إلى المزيد من الدعم المادي والتقني.

وفي ختام كلمتها أشارت نجم إلى المسئولية التي تقع على عاتق المجتمع للتغلب على العقبات التي تعيق تحقيق استجابة وطنية فعالة للتعامل مع فيروس نقص المناعة البشري المكتسب، مشيرة إلى أن أبرز تلك العقبات تتمثل في الوصمة الاجتماعية, والتمييز, ونقص المعلومات, إضافة إلى محدودية مشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص في إتاحة فرص الوقاية والرعاية ونقص الموارد البشرية.
بعدها ألقى راعي الحفل معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة كلمة ترحيبية قدم خلالها شكره وتقديره لكافة المشاركين على حضورهم وتلبيتهم الدعوة، مؤكداً أن هذا اللقاء يأتي امتداداً للمبادرة السعودية لمكافحة الإيدز بدول مجلس التعاون، والتي تبنتها المملكة العربية السعودية منذ ستة أشهر، وعلى ضوئها عقد بالرياض في الفترة من 16 إلى 18 أبريل 2011م مؤتمر يهدف إلى توحيد الجهود لمكافحة الإيدز والحد من انتشار فيروسه في دول مجلس التعاون.

وأكد د. الربيعة أن استضافة المملكة لهذا الملتقى تأتي في إطار قناعتها التامة بأهمية العمل الجاد والمبكر للحد من انتشار الإيدز في المجتمعات العربية، ورغبة منها في التوسع في توحيد هذه الجهود والسياسات الوطنية في برامج المكافحة، وتوفير أفضل سبل العلاج والرعاية الصحية الحديثة للمصابين بهذا المرض الخطير، مع التركيز على الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وتوفير الدعم المناسب لهم، واتخاذ الوسائل المناسبة للحد من المخاطر المتعلقة بانتشار فيروس الإيدز والحد من آثاره الخطيرة على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تبني البرامج المشتركة الهادفة للسيطرة على معدلات الإصابة بالمرض وإبقاء الدول العربية ضمن الدول الأقل إصابة بالإيدز.

ونوه معالي وزير الصحة باهتمام والتزام حكومة المملكة العربية السعودية بدعم الجهود العالمية والإقليمية في كافة المجالات الصحية وعلى رأسها مكافحة الإيدز بإذن الله، مشيراً إلى أن وزارة الصحة بالمملكة تبنت إستراتيجية صحية موسعة في المجالات الوقائية والعلاجية، في ضوء العمل على تقوية نظم المراقبة الوبائية والسلوكية لفهم نمط انتشار الفيروس واتجاهاته البيئية والبيولوجية في كافة أنحاء العالم، كما عمدت إلى وضع الخطط المناسبة على المستوى المحلي بالتعاون مع عدد من القطاعات المختلفة ذات العلاقة لتوفير برامج التوعية والإرشاد للمتعايشين مع فيروس الإيدز ومساندتهم في القيام بدورهم تجاه أسرهم ومجتمعهم.
وأضاف د. الربيعة أن المملكة دأبت على المساهمة في دعم الجهود الإقليمية والعالمية في سبيل مكافحة انتشار الإيدز وتطبيق التوصيات الصحية لمنظمة الصحة العالمية وتوجهات برامج الأمم المتحدة المعنية بالإيدز.
وأكد الربيعة حرص وزارة الصحة بالمملكة على تبني توصيات هذا الملتقى وتحديد الإجراءات البناءة التي تستند إلى المؤشرات العلمية وتسهم في السيطرة على انتشار هذا الوباء العالمي وتستفيد من الخبرات والتجارب الدولية الناجحة وتراعي خصوصية وثقافة دول المنطقة.

ودعا معالي وزير الصحة د. عبد الله بن عبد العزيز الربيعة في ختام كلمته بالتوفيق والنجاح للمشاركين في المؤتمر وأن يخرج المؤتمر بتوصيات يستفيد منها العالم العربي والعالم أجمع.

عقب ذلك قام معاليه بافتتاح المعرض المصاحب للملتقى والذي يتضمن عرضاً لأنشطة وبرامج الجهات ذات العلاقة بمرض الإيدز، كما دشن معاليه عدد 4 سيارات مخصصة كعيادات للمشورة والفحص الطوعي بهدف استقبال طالب المشورة عن مرض الإيدز وتقديم خدمات فحص سريعة وسرية وبدون مقابل، في كل من الرياض والمدينة المنورة والدمام وجازان.



آخر تعديل : 05 محرم 1433 هـ 09:25 ص
عدد القراءات :