قال مدير عام الإدارة العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحسين المدير التنفيذي للدراسة التي استغرقت أكثر من عام إن الربو يمثل مشكلة صحية حقيقية تهدد الصحة العامة لجميع الفئات العمرية دون استثناء ، مؤكداً أن عدم السيطرة الكاملة عليه يضع الكثير من الحدود القاسية على حياة المريض ويمنعه من مزاولة العديد من أنشطته اليومية ، كما انه قد يتطور ليصبح قاتلاً في بعض الأحيان .
وأكد الحسين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح أمس بديوان الوزارة أن مرض الربو يكلف المملكة ثلاثة بلايين ريال سنوياً منها 1.5 بليون تكاليف مباشرة مشيراً إلى عزم الوزارة افتتاح عيادات متخصصة في مرض الربو من خلال خطة تضمن افتتاح هذه العيادات تباعا خلال عامي 2008 و 2009م بمستشفيات وزارة الصحة وتهدف هذه العيادات إلى توفير الحد الأقصى للخدمة الطبية المتخصصة لمرضى الربو إضافة إلى افتتاح مركز معلومات الربو الذي يمثل مع العيادات التخصصية منظومة متكاملة للتحكم التام في مرض الربو وذلك خلال تقديم الخدمات الإرشادية بالإضافة للخدمات الطبية للتحكم في المرض مبيناً أن الوزارة رفعت الميزانية المرصودة لعلاج هذا المرض من 17 إلى 179 مليون ريال سنوياً
ولفت إلى أن الدراسة هدفت إلى إلقاء الضوء على سلوكيات وتجارب ومدى وعي مرضى الربو داخل المملكة، وكذلك إجراء دراسة موسعة حول مرض الربو والمرضى المصابين به داخل المدن السعودية الكبرى ولمساعدة صناع القرار بوزارة الصحة السعودية على اتخاذ القرارات الإستراتيجية الضرورية لتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة
وقال د. الحسين إن وزير الصحة د. حمد بن عبد الله المانع المشرف على هذه الدراسة يعد برنامج التحكم في الربو مبادرة وطنية تقوم على أسس التعاون بين كافة شرائح المجتمع السعودي على مستوى المؤسسات والأفراد مبيناً أنه يهدف للسيطرة الكاملة على مرض الربو من خلال خطة بعيدة المدى وضعتها الوزارة للوصول لهذا الهدف بحلول عام 2020 م مؤكداً أن وزارة الصحة السعودية على وعى تام بحجم المشكلة ، و أن إدارة التموين الطبي قد قامت بتوفير أحدث العلاجات اللازمة ، بالإضافة إلى دور التوعية العامة ، و هو ما أعدت له الوزارة خطة شاملة مشيراً إلى أن هذه المبادرة قد تم الإعداد لها منذ وقت طويل بحيث تخرج في شكل عدة مشروعات متكاملة تحت مظلة البرنامج تهدف جميعها إلى التحكم التام في مرض الربو وسيتم الإعلان عنها تباعا.
ونوه الحسين بأهمية التوعية الكاملة لمرضى الربو بحيث يتم التعامل مع المرض بشكل صحي، وذلك باستخدام العلاج المناسب بالإضافة إلى إتباع الأساليب السليمة في الحياة اليومية وأهمها ابتعاد المريض عن مثيرات الربو. وبهذه الطريقة يستطيع المريض ممارسة حياته العامة بشكل طبيعي. وذلك من خلال برامج موسعة تشرف عليها وزارة الصحة وتقدم من خلال المراكز الصحبة والمدارس والمنتدبات الصحبة ومن خلال موقع البرنامج علي الشبكة العنكيوتية وسوف يعلن فريبا عن الخطوات التنفيذية لبرامج التوعية بحيث تشمل التوعية لكافة شرائح المجتمع من تلاميذ بالمدارس وموظفين في الدوائر الحكومية أو القطاع الخاص أو ربات المنازل والعاملين بالمواقع الإنتاجية المختلفة وسوف يستخدم في هذه البرامج كل وسائل الاتصال المباشرة وغير المباشرة للوصول للمواطن وإيصال الرسالة المنشودة من قبل الوزارة للتوعية بمرض الربو والطرق الملائمة للحد من آثاره السلبية علي الفرد والمجتمع.
وحول الخطوات التنفيذية لهذا المشروع الوطني أفاد د. خالد الحسين بأن الوزارة بدأت تنفيذ برنامج تعليمي عن مرض الربو يستهدف أطباء الصدر بالمملكة يتم بالتعاون مع أساتذة جامعة "ماكجيل" الكندية،و يهدف إلى التأكيد على الفهم الصحيح لمختلف جوانب مرض الربو و تداعياته، بالإضافة إلى توعية الأطباء بأحدث المعايير العالمية الخاصة بالسيطرة التامة على المرض.
من جانبه أعلن المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور خالد مرغلاني عن تخصيص الوزارة من خلال البرنامج الوطني للتحكم التام في الربو 2020م جائزة باسم (نسمة هوا الإعلامية) تصل جوائزها 60 ألف ريال تمنح لأفضل ثلاثة أعمال تدعم اهداف الوزارة بخصوص هذا البرنامج مبيناً ان الهدف من هذه المسابقة هو زيادة وعي المجتمع السعودي عن مرض الربو وكيفية التعامل الصحيح معه بهدف تحقيق التحكم التام في المرض على مستوى المملكة وبالتالي دعم البرنامج.
الجدير بالذكر أن الربو هو عبارة عن مرض التهابي مزمن يصيب القنوات التنفسية ، و يتمثل في التهاب البطانة الداخلية للتشعيبات الهوائية بجانب حدوث انقباض في العضلات المحيطة بالتشعيبات الهوائية تسببه العديد من العوامل ترجع للشخص نفسه كالعوامل الوراثية ، و السمنة ، و نوع الجنس بالإضافة إلى عوامل من البيئة المحيطة كمسببات الحساسية (حبوب اللقاح – التدخين – بعض الفطريات – فرو و شعر الحيوانات الأليفة بالمنزل – العث المنزلي) .
و يعانى من مرض الربو قرابة 300 مليون شخص على مستوى العالم ، و يزداد انتشاره بمعدل 50% في كل عقد يمضي من الزمان. و في البلاد المتقدمة نجد أن أعلى معدل لانتشار الربو يوجد بالمملكة المتحدة (15%)، تتلوها أستراليا (14.7%) ، ثم كندا (14.1%) ، فالولايات المتحدة (10.9%) ، بينما تقل هذه المعدلات في البلدان النامية و إن كانت في تصاعد مستمر مع انتقال نمط الحياة الغربي لهذه البلدان.