أخبار الوزارة

المملكة تنجح في تحقيق موسم حج جديد هذا العام
أعلنت المملكة العربية السعودية  سلامة حج هذا العام 1427هـ وخلوه من الأمراض المعدية والوبائية.  جاء هذا الإعلان على لسان معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع الذي قدم  شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على الدعم السخي الذي حظيت به الخدمات الصحية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، الذي كان له – بفضل الله تعالي بالغ الأثر في هذه السلامة. 
 
وقد دأبت المملكة على هذا الإعلان بشكل سنوي لطمأنة الحجاج و ذويهم في الداخل والخارج، وطمأنة العالم كله على سلامة صحة هذا الحشد السنوي الهائل من المسلمين، وأنه لن يكون مصدرا لانتشار أي أمراض معدية أو وبائية يمكن أن تشكل تهديدا للصحة العامة في العالم.  وقد يرى كثيرون أن هذا الإعلان هو مجرد تقليد روتيني دأبت عليه المملكة سنويا. وهو كذلك في ظاهره، ولكن الحق أن من يطلع على بواطن الأمور يرى أن وراءه عمل ضخم يتم في كثير من الأحيان بشكل صامت ويستمر طول العام، بدءا من انتهاء موسم الحج الحالي ولحين قدوم الموسم التالي. 
 
وقد أشادت منظمة الصحة العالمية هذه السنة بتلك الجهود الجبارة، والإجراءات الفعالة التي اتخذتها المملكة في موسم حج هذا العام التي أدت إلى سلامة الحجيج من الأمراض المعدية والوبائية.  جاء تلك الإشادة في تصريح  للدكتور عوض أبو زيد مبارك ممثل المنظمة في الرياض الذي ركز بشكل خاص على الإجراءات التي اتخذتها المملكة في ترقب تلك الأمراض في المنافذ التي كان يدخل منها الحجاج وفي مختلف المستشفيات والمراكز الصحية التي كان يترددون عليها، بالإضافة لقيام المملكة بحشد ضخم للمنشآت والمرافق الطبية والموارد المالية والبشرية والطبية لخدمتهم.
 
ولإلقاء مزيد من الأضواء على هذا الإنجاز تم الالتقاء مع عدد من كبار مسؤولي وزارة الصحة ممن شاركوا في حج هذا العام 1427هـ.  فقال الدكتور منصور الحواسي وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية أن خلو حج هذا العام من الأمراض المعدية والوبائية يعود إلى  توفيق الله عز وجل أولا ثم إلى  تلقاه وزارة الصحة خاصة وجميع أجهزة الدول عامة من دعم من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين  فيما يتعلق بمجمل الحج وبالذات التركيز على أن يتم الحج بأيسر وأفضل صورة. وبيّن إن خلو الحج من تلك الأمراض أيضا يعكس الجهد الكبير الذي تم الترتيب له من قبل وزارة الصحة بدءا من وضع شروط صحية للحجاج قبل قدومهم للمملكة العربية السعودية، مرورا بوضع اشتراطات للمتطلبات التي يجب أن تتم لهم في بلدانهم من تطعيمات وتوعية صحية، وما يتم من إجراءات لتوعيتهم عند قدومهم وهم في الطائرات، وتوعيتهم بالإضافة لإعطائهم ما يحتاجونه من تطعيمات وأدوية وقائية في منافذ المملكة، وانتهاء بتقديم العلاج اللازم لهم عند المرض أو أكتشاف بوادره لديهم. كل ذلك ولله الحمد  أدي إلى النتيجة الممتازة لحج هذا العام وهي أن يكون الحج خال من الأمراض الوبائية والمعدية.
 
وأضاف الدكتور الحواسي قائلا  بأن خروج الحج خاليا نهائيا من الأمراض المعدية والوبائية في تجمع هذا العدد الضخم الذي يصل إلى الملايين من الحجاج في  موقع واحد وتوقيت معين و زمن قصير هو حقيقة نعمة و توفيق من الله رب العزة والجلالة.  لذلك فإن من سعادته زف أجمل التبريكات لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده على ما وصل إليه الحج من مستوى وتقديم الشكر لزملائه وعلى رأسهم معالي وزير الصحة على المجهودات الكبيرة والتوجيه الذي نتلقاه من معاليه للوصول إلى هذه النتيجة ".  وأكد الدكتور الحواسي بأن الإحصاءات التي كانت ترد تؤكد أن كل حج هو أفضل من الذي قبله. وهذا مرجعه ليس لوزارة الصحة فقط وإنما أيضا لتظافر جهود جميع أجهزة الدولة، لأن كل شيء ينعكس على كل شيء.  فلا ننسى دور وزارة الخارجية، والجهات الأمنية، والجهات الثقافية والإعلامية،  والجمارك وغيرها، إذ لولا  العمل الجماعي لهذه الجهات لما وصلنا لما وصلنا إليه.
 
وقال الدكتور عبيد بن سليمان بن عبيد وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير المكلف بأن مما لا شك فيه أن كافة الجهات الحكومية بذلت مجهودات كبيرة جدا خلال حج هذا العام وهذا كله بتوجيه مولاي خادم   وسمو ولي عهده الأمين. وكان من ضمن هذه الجهات وزارة الصحية التي بذلت مجودا كبيرا لإظهار حج هذا العام خاليا من الأمراض الوبائية أو المعدية. وذلك بفضل توجيهات معالي وزير الصحة ثم جهود الزملاء في الوكالة المساعدة للطب الوقائي والوكالة المساعدة للطب العلاجي والإمكانات التي وفرت لهم من خلال البنية التحتية  القوية والموارد البشرية الرفيعة والتجهيزات الطبية الحديثة والإمدادات الطبية الكبيرة السخية والعمل الحثيث الجاد المخلص من قبل الجميع.  كل ذلك أسهم بطريقة أو أخرى إلى أن يظهر الحج هذا العام ولله الحمد بالمظهر الرائع الذي خلا كافة الأمراض سواء المعدية أو الوبائية.
         
فقد  تم تأمين جميع احتياجات منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من الأجهزة الطبية والأدوية وكذلك اللوازم الطبية وفق خطة علمية مدروسة. فحسب الخطة الصحية لموسم حج هذا العام 1427هـ تم حشد (9600) فرد ما بين ( أطباء وممرضين وفنيين وسائقين وعمال ) لتقديم الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام. وتم تسخير (21) مستشفى تضم (3932) سريرا في مناطق المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والبالغ عددها ، وتم جهزت (3) مستشفيات بسعة (800) سرير لاستقبال المرضى على صعيد عرفات .  كما تم إنشاء برج الطوارئ بمنى بسعة (182) سرير حيث تبلغ السعة السريرية في مستشفيات مشعر منى أكثر من (800) سرير.
 
وأيضا كان مما ركزت المشاريع عليه لهذا العام 1427هـ الاستعداد بالبطانيات تحسباً لبرودة الجو وزيادة الأمراض التنفسية ، وتوفير (46) مركزاً صحياً بمشعر عرفات بالإضافة إلى مستشفى نمرة بسعة (131) سريراً ، مستشفى جبل الرحمة بسعة (106) سرير وهي مجهزة بجميع التخصصات والعيادات ، أما مستشفى عرفات العام يتكون من غرفتين للعمليات ومختبر مركزي لإجراء جميع التحاليل ومختبر للأمراض الوبائية ويضم (424) سريراً قابلة لزيادة (200) سرير . إن كل هذه الاستعدادات مكنت المنشآت الصحية للوزارة من خدمة ربع حجاج هذا العام، أي حوالي 700 ألف حاج وحاجة مريض، حيث قدمت لهم الخدمات العلاجية والإسعافية والتنويمية إذا ما كانت حالاتهم تستلزم ذلك. فقد قدمت العيادات الخارجية لمستشفيات الحج خدماتها لحوالي 217 ألف حاج، وأقسام الإسعاف بها قدمت خدماتها إلى اكثر من 45 ألف حاج، في حين قدمت المراكز الصحية خدماتها لأكثر من 435 ألف حاج. 
 
وقال الدكتور رضا  محمد خليل مستشار الإدارة الصحية ورئيس لجان الحج بوزارة الصحة نحمد الله الكريم على خلو حج هذا العام من الأمراض المعدية والمحجرية.  والسبب يعود أولا إلى فضله سبحانه وتعالى وكرمه علينا جميعا وعلى ضيوف الرحمن، وثانيا إلى الخطة الصحية السليمة التي وضعتها الوزارة منذ وقت مبكر.  فشملت الخطة في مرحلتها الأولى مجموعة من الاشتراطات الصحية وضعت منذ منتصف هذا العام 1427هـ وتضمنت الإحتياطات  الصحية والمواد التوعوية التي يجب على معتزمي حج بيت الله الحرام أن يلتزموا بها منذ وقت مبكر،  وتم توزيعها على سفارات وممثليات وقنصليات خادم الحرمين الشريفين في أنحاء العالم، بحيث أنه عندما يراجعوا سفارات خادم الحرمين الشريفين للحصول على التأشيرة تسلم لهم هذه الاشتراطات ويجب عليهم الالتزام بها حماية لهم وبقية ضيوف الرحمن. هذه كانت المرحلة الأولى في تصوري لنجاح خطة الحج الصحية هذا العام.
 
أما المرحلة الثانية والهامة كانت عند وصول الحجاج إلى منافذ الدخول حيث كانت تسلم لهم مواد توعوية أخرى ومواد صحية وأمور صحية تهمهم بلغاتهم وبناء على أنماط الأمراض الشائعة ببلدانهم، فيكون لديهم وقت للإطلاع والمشاهدة.  والمرحلة الثالثة وهي مرافقة وملاصقة الفرق الطبية للحجاج أثناء تواجدهم إما في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة بحيث كان يتم السيطرة والتعامل مع أي مرض حتى ولو كان بسيطا في بدايته حتى لا ينتشر ولا يصبح وباءا، إن كان ذلك بالنسبة لنزلات البرد أو الإنفلونزا او حالات التسمم الغذائي الفردية بحيث تتم السيطرة عليه لتظل حالات فردية ولا تنتشر بين ملايين الحجاج الذين وصل عددهم إلى  ثلاثة ملايين حاج.  حيث أن هذا العدد من الحجاج المتواجدين مع بعضهم البعض في منطقة ومساحة جغرافية محددة جدا  يجعل البيئية مهيأة لانتشار أي مرض سواء معد أو غير معد بسهولة جدا. لذلك كانت الفرق الصحية تنتشر وتتواجد بينهم في مناطق سكناهم بالمخيمات والمساكن في المشاعر المقدسة لاستئصال المرض في مهده حتى لا ينتشر بينهم.
 
هذه كانت جملة الأسباب التي أدت إلى خلو ونجاح موسم الحج من الجانب الصحي. وكانت هناك أيضا جوانب أخرى مساعدة ومكملة جدا لعملنا الصحي الذي كان في جانب منه نتاج لجهود الأخرى. فالتوسعة التي تمت في جسر الجمرات، وخطط السير والمرور وتفويج الحجاج في المشاعر، والتي لو لم تكن محكمة وغير جيدة لانعكست سلبا على صحة الحجيج.  لأنه عندما يتعرض الحجاج إلى ازدحام وتكدس عند جسر الجمرات بالطبع ستؤول حالتهم الصحية إلى الإرهاق الكبير والإعياء الشديد مما كان سيؤدي إلى التساقط والتدافع والانعكاس بالتالي على صحتهم ثم على الخطة الصحية. فالتوسعات التي تمت في جسر الجمرات والخطة الرائعة والجميلة للتحكم في الجموع وإدارة الحشود وعمل مسارات عديدة  للصعود إلى جسر الجمرات سواء في الدور الأرضي أو العلوي وتحديد خطوط سير إلزامية إلى جسر الجمرات والرجوع منها انعكس كل ذلك إيجابيا على صحة الحجاج.
 
وقال الدكتور يعقوب المزروع وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي إن خلو الحج من الأمراض الوبائية يعد حقيقة مؤشرا هام جدا لتقييم الخدمات الصحية المتكاملة بشقيها الوقائي والعلاجي. ففيما يخص الشق العلاجي الذي هو من اختصاصي أشير إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق الحج وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وجدة وفي المنافذ كان لها دورا هاما في التأكد من عدم تسجيل حالات وبائية وذلك بعملية الاشتباه والتقصي للحالات التي قد تندرج تحت مسمى فئة الأمراض الوبائية.
 
ففي المراكز الصحية كانت تتم مراقبة الحالات المرضية أو المشتبه في مرضها من حيث تتبغ أي تغير في درجة الحرارة أو ظهور أعراض تنبيء عن أمراض وبائية والتعاون مع قطاع الطب الوقائي لاستكمال إجراءات التأكد من وجود مرض معد أو وبائي أو اعتبار هذه الحالات لا ينطبق عليها تصنيف الأمراض المعدية أو الوبائية. وبالنسبة للمستشفيات كان الأطباء عند معالجة الحالات المرضية يقومون بالتقصي عن وجود أي حالات مشتبهة.  وبالإضافة إلى ذلك كان لهم دور آخر في مكافحة العدوى للحالات المرضية في أجنحة تنويم المرضى وللعينات في المختبرات ومنها عينات الدم أو عينات النخاع ( السائل الشوكي ) أو البول أو البراز.
 
فكان في حالة ظهور أي دلالة على كونها مصدرا أو مؤشرا على وجود أي أمراض وبائية كان يتم استكمال إجراءات التقصي حول الحالة على المريض نفسه أو صاحب العينة ومن ثم الرجوع إلى تشخيص وجود حالة وبائية من عدمه.  فإذا  دل  التشخيص  على ووجود حالة وبائية كان يتم التواصل مع قطاع الطب الوقائي لاستكمال إجراءات الوقائية سواء حول الحاج او مخالطيه في المستشفى نفسه أو الخارج بعزل الحالات المشتبه أو المؤكدة، وهذا طبعا جزء من عمل الطب العلاجي. كخلاصة فإن عملية الاشتباه وعملية مراجعة العينات وعملية التقصي عن الحالات هي كلها كانت وسائل اسهم بها الطب العلاجي للتأكد من أنه ليس هناك حالات معدية أو وبائية في حج هذا العام.
 
تحدث  الدكتور خالد الزهراني  عن الجهود الميدانية لمنسوبي وزارة الصحة المختصين بالطب الوقائي فقال :  " أن من نافلة القول أنه بعد توفيق الله سبحانه وتعالى كان خلو الحج من الأمراض المعدية والوبائية نتيجة لوضع الاشتراطات الصحية والتشديد في مراقبة التقيد بها ومتابعة ذلك في منافذ القدوم ومع سفارات خادم الحرمين الشريفين والبعثات ا لطبية المصاحبة للمؤسسات الطوافية التي يقدر عددها بحوالي 60 بعثة كان بعضها بعثة متكاملة وبعضها الآخر مجرد طبيب أو طبيبين. وقد قمنا هذا العام بتكليف زملاءنا في اللجنة الإشرافية في برنامج الطب الوقائي واللجنة التنفيذية بالمرور المستمر على هذه البعثات الطبية والتواصل معهم والشفافية في إيصال المعلومات منهم إلينا ومتابعة حجاجهم من الناحية الوبائية ".  وأضاف الدكتور الزهراني قائلا : " كنت أنا شخصيا أول من نزل إلى الميدان وكنا نمر على البعثات الطبية والقطاعات الصحية التابعة لها ونمر على كل طبيب ونراجع دفتر ملاحظاته التي يسجل فيها الحالات التي مرت عليه ونبلغه بجديدنا ونطمئن على وصول معلومات وزارة الصحة المبلغة لهم إلى أطبائهم في الميدان، وكان لذلك أثر طيب حقيقة ".
 
وواصل الدكتور الزهراني قائلا :  "  كما مررنا هذه السنة على أجزء كثيرة من المنافذ البرية والبحرية والجوية والمتابعة الشخصية لتنفيذ الاشتراطات الصحية من قبل مراقبينا الذين منهم أطباء أو مراقبين صحيين أو ممرضين، وكذلك ملاحظة موظفي الجمارك في تتبعهم للأغذية التي تدخل مع الحجاج، وكان هذا حقيقة أمرا هاما بالنسبة لنا لأن الاشتراطات التي وزعت على إدارة الجمارك تضمنت عدم السماح إلا بإدخال الأغذية المعلبة بإحكام وعدم إدخال الدواجن من الدول التي لدينا توجس من ظهور إصابات بإنفلونزا الطيور فيها. كما تم في هذه المنافذ اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأمراض المعدية ".
 
وأوضح الدكتور الزهراني بأن الوكالة المساعدة للوزارة للطب الوقائي كانت على تعاون وتواصل وثيق جدا مع منظمة الصحة العالمية بمقرها في جنيف بشكل يومي لأن كلا الجهتين مهتمتين بالحج  جدا. وقال : "  نتيجة لذلك تم هذا العام تطعيم  ما يقارب 400 ألف حاج من نيجيريا وافعانستان والهند وباكستان بالنسبة ضد شلل الأطفال، بناءا على تنسيقنا مع المنظمة وتنفيذا لتوصيتها باعتبار هذه الدول مناطق عالية الوباء في شلل الأطفال، وضرورة  تطعيم حجاجها كبارهم وصغارهم مرتين مرة في بلدانهم قبل أن يأتوا إلينا ومرة ثانية عندنا في المملكة بعد قدومهم. تم هذا طبعا مع مراعاة كل الإحتياطات والاشتراطات الأخرى في التطعيم وغيره. والقصد من توضيح هذا أن هذا يؤكد لكم الرسالة الواضحة بأننا كنا ولا زلنا متواصلين مع منظمة الصحة العالمية فيما هو جديد من الأمراض الوبائية على مستوى العالم، وهو تواصل فرضه استقبال المملكة لحوالي ثلاثة ملايين حاج وحرصها على سلامتهم الصحية لحين عودتهم إلى بلدانهم بعد أداء الحج".
 
وواصل الدكتور الزهراني توضيحه قائلا : "  ثم عندما بدأت الانطلاقة إلى المشاعر المقدسة كان لنا مرور على فرقنا الميدانية المنتشرة في مختلف في المشاعر المقدسة وعددها  23 فرقة ميدانية للاستقصاء الوبائي. وكنا نقوم بعملية المتابعة باستخدام الوسيلة الوحيدة المتاحة للاستخدام في المشاعر المقدسة وهي الدراجة النارية للتنقل بين الفرق ومتابعة تواجدهم ومتابعة تفعيل ما تصل إليهم تعليمات وتوصيلها إلى الأطباء والأقسام والمختبرات".
 
وقال الدكتور الزهراني بأنه تم في هذا العام استثمار نظام الاتصال اللاسلكي من خلال تعميم جهاز برافو على الزملاء العاملين في الفرق الميدانية للطب الوقائي، مما جعلهم على تواصل مستمر ببعضهم البعض لأن من العوامل المهمة في الاستقصاء الوبائي أن نأتي إلى الخيمة الخاصة بالحجاج التي يتم فيها الاستقصاء لمشاهدة كل المخالطين وتبحث معهم لكي تأخذ الشكوي بتفصيلها وترى أي مخالط وتعطيه العلاجات او التحصينات أو أي ما نريد أن نعطيه. ولعلي أشير هنا إلى أن جهود زملائنا و خاصة في ميدان الطب الوقائي الذين كانوا في حالة تبلغهم بشيء معين يمضون الساعات الطويلة التي قد تصل في بعض الجلسات إلى سبع ساعات في الميدان لإجراءات وفحوصات ومسوحات معينة على الحجاج في أماكن وجودهم في المخيمات التي قد تضم الواحدة منها ثمانين حاجا للكشف عليها وأخذ العينات منهم لفحصها.
 
وبين الدكتور الزهراني بأنه من الأشياء التي توفق فيها هذا العام قيامنا بمكافحة الحشرات وفي مقدمتها البعوض بواسطة الدراجات النارية بعد أن كانت المكافحة تتم سابقا من أسطح سيارات، وقال : "  كانت هذه الدراجات فعالة جدا ونفعتنا كثيرا جدا حيث مكنتنا من الدخول في الممرات الضيقة ما بين المخيمات والوصول إلى مخيمات بعيدة بسهولة ومكافحتها بداخل ا لمخيمات أيضا. وقد ركزنا على هذا في وزارة الصحة لأن موسم حج هذا العام جاء في موسم أمطار الذي ينشط فيه البعوض الذي هو ناقل مهم جدا للأمراض ويتكاثر نتيجة لتكون المسطحات المائية بسبب تجمع مياه الأمطار. وهنا أود التشديد على أننا لا نبخس جهد الأمانة العاصمة المقدسة في هذا المجال حيث كانت جهودها تتظافر مع جهودنا في هذا الأمر ".
 
وأخيرا قال غازي الجيلاني وكيل وزارة الصحة المساعد للتخطيط والبحوث ورئيس لجنة الإحصاء والحاسب الآلي بحج هذا لعام إن من أهم ما كان يساند الجهود التي بذلتها الوزارة وحققت بها خلو الحج من الأمراض المعدية والوبائية وسلامة الحجيج هذا العام تطبيقها لنظام معلومات متطور قامت الوزارة بإعداده.  فقد مكَّن هذا النظام ربط مستشفيات الوزارة  ومراكزها الصحية بمكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، بغرف العمليات بالحج لمراقبة الأسرة الشاغرة وأسرة العناية المركزة والتغييرات فيها لكي تساعد على تحديد توجيه الحالات لمنع الازدواجية وتأخر الحالات الحرجة. فأسهم النظام بفعالية في توفير المعلومات عن الوضع الصحي في المستشفيات والمراكز الصحية على مدار الساعة. كما أسهم في إنجاح آلية تنسيق عمل الوزرة مع القطاعات الأخرى وتبادل المعلومات بينها في موسم الحج. ومن هذه القطاعات  الشؤون الصحية، والخدمات الطبية في وزارة الداخلية، والخدمات الصحية في القوات المسلحة.
 
وأضاف الجيلاني القول بأنه قد تم أيضا الربط بين منشآت الوزارة وهذه القطاعات بشبكة الانترنت بهدف تبادل المعلومات والتعرف على الأعداد الكلية للمراجعين للمنشآت الصحية وطبيعة حالاتها والعلاج الذي تلقته، ومعرفة الأسرة الشاغرة لتحويل الحالات العاجلة إليها في أسرع وقت للتعامل معها في وقت قياسي في ظروف الحج التي تتسم دائما بالازدحام الشديد مما يجعل عنصر السرعة أمرا حاسما. وأوضح بأنه كان يتم أثناء الحج  تجميع البيانات والإحصاءات عن الخدمات المختلفة التي تتم تقديمها من خلال منشآت الوزارة بالمشاعر المقدسة وتحليلها واستخلاص مؤشراتها على مدار الساعة و إعداد التقارير العاجلة عنها واستخدامها في تقييم مستوى تلك الخدمات في ضوء الخطط المعدة واتخاذ الإجراءات الفورية في حالة وجود أي اختلافات. وأشار إلى أن الوزارة بجانب شبكة الحاسب الآلي عملت هذا العام بنظام الشبكة اللاسلكية لتبادل المعلومات ولمعرفة مدى فعاليتها لاستخدامها مستقبلا بصورة أشمل وأوسع في منطقة منى وعرفات، وأن عدد المواقع المرتبطة بهذه الشبكة بلغت (18) موقعاً  كانت تدار بشبكة الحاسب الآلي التي تم تحديثها بمستشفى النور التخصصي. 



آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:19 م
عدد القراءات :