أخبار الوزارة

وزير الصحة يطلق أولى مبادرات منظومة الصحة للتحول الوطني 2020
27 رجب 1438
 بحضور معالي د.توفيق بن فوزان الربيعة، أطلقت وزارة الصحة اليوم الأحد أولى مبادرتها الصحية للتحول الوطني 2020، وذلك تحت مسمى نموذج الرعاية الصحية، والتي تأتي ضمن سلسلة من المبادرات أكثر من 40 مبادرة سيتم الإعلان عنها لاحقًا.
 
وقال الربيعة في كلمته التي ألقاها خلال الحفل المقام بهذه المناسبة في مركز (أبكس) للمؤتمرات بجامعة الأميرة نورة، إنه قبل أن نبدأ بأي عمل لتطوير الخدمات الصحية كان لا بد من تقييم الواقع بكل موضوعية، فخسائرنا من الحوادث المروية نحو 8.000 حالة وفاة وعشرات الآلاف من الإصابات، ناهيك عن الإصابات المزمنة نتج عنها ارتفاع نسبة الوفيات المبكرة في المجتمع، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات السمنة وانخفاض نسبة الممارسين للرياضة وانتشار آفة التدخين، خصوصًا بين الشباب، مضيفًا أن تلك بلا شك معطيات سترفع حتمًا ما يتم تخصيصه للرعاية الصحية عامًا بعد عام، وقد تصل في عام 2030 إلى 250 مليار ريال.

ولفت الربيعة إلى أن الحاجة دعت لاستحداث نظام صحي يستوعب تمامًا احتياجاتنا الصحية الحالية والمستقبلية، وأننا نحتاج إلى نظام جديد مبني على أسس غير تقليدية حتى في طريقة تمويله وإدارته وتقييمه وتطويره، لذلك فمن أهم مكونات التحول الصحي مأسسة هذا النظام، وأيضًا إعادة صياغة طريقة تمويله لتكون مستقلة ومرنة بحيث لا تعتمد على نظام الميزانيات؛ بل على معايير الدفع مقابل الخدمة؛ سعيًا إلى رفع فاعلية ما يبذل بها من مال وجهد، مشيرًا إلى أن بناء هذا النظام لا بد أن يكون حسب المعطيات الحالية، مستشرفًا المعطيات المستقبلية لنصل - بمشيئة الله - إلى نموذج صحي يلبي احتياجاتنا على مر الأعوام لنا ولأبنائنا، ويحافظ على صحة وسلامة الجميع.

وقال معاليه في كلمته إن النمو السكاني في بلدنا في ازدياد، وهو الأعلى على مستوى العالم، ومعه تزداد الحاجة إلى زيادة استيعاب الخدمات الصحية لهذا النمو، وإذا أضفنا إلى هذا العامل العوامل التي ذكرناها مثل: حوادث السيارات، ومعدلات السمنة، وانخفاض نسبة الممارسين للرياضة، فإن هذا الأمر يجعل التحدي مضاعفًا.
وأكد الربيعة أنه - بفضل الله - حققت الصحة خلال الفترة السابقة الكثير من الإنجازات في قطاعاتها وخدماتها، فعلى مستوى الرعاية الصحية الأولية، وهي مكون مهم جدًّا في نظامنا الصحي تم افتتاح أكثر من 80 مركز رعاية صحية أولية في مختلف أنحاء المملكة منذ شعبان العام الماضي ليصبح لدينا أكثر من 2,390 مركزًا صحيًّا قدمت خدمات الرعاية الأولية, والتحصينات, والتعامل مع الأمراض المزمنة, ورعاية الأمومة والطفولة لأكثر من 52 مليون مراجع، وتم كذلك خلال العام الماضي تطعيم أكثر من مليوني شخص ضد الأنفلونزا، كما زاد عدد المراكز الصحية التي تعمل لمدة 16 ساعة بنسبة 100%، وأصبح لدينا 152 مركزًا صحيًّا يعمل بالنظام الممتد، وجنبًا إلى جنب هنالك 498 مركزًا صحيًّا يعمل بنظام الاستدعاء، كما زاد عدد المراكز الصحية التي تقدم الرعاية العاجلة بنسبة 50% لتصبح 107 مراكز.

وأبان معاليه أنه تمت مضاعفة أعداد عيادات الإرشاد لتقديم الرعاية النفسية الأولية ليصبح لدينا 55 عيادة موزعة في مختلف مناطق المملكة، كما تم إضافة العيادات الاستشارية في 82 مركزًا صحيًّا في مختلف مناطق المملكة، وكذلك زاد عدد عيادات مكافحة التدخين بنسبة 160%، وبلغ عددها الآن 160 عيادة. كما حصل 55 مركزًا على شهادة الاعتماد لمعايير الجودة الطبية من مجلس اعتماد المنشآت الصحية سباهي.

وأوضح معاليه أنه بمشاركة 9300 من الطواقم الطبية والصحية بالمراكز الصحية شهد هذا العام انطلاق مشروع المسح الصحي السكاني الذي يستهدف نحو 50 ألف أسرة، 250 ألف نسمة في مختلف مناطق المملكة، ويهدف إلى تكوين قاعدة معلومات دقيقة عن الوضع الصحي بالمملكة.

وعلى صعيد برامج الصحة العامة، أشار الربيعة إلى أن الصحة واصلت تنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة مثل: الحملات الصحية التثقيفية، وحملات تعزيز الصحة؛ حيث شهدت تفاعل أكثر من 3 ملايين مستهدف، وغطت العديد من الموضوعات الصحية المهمة مثل: حملات السكري، وحملة الكشف عن سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان الثدي، والسكري، والملاريا، والأنفلونزا، والكلى، والدرن، والقلب، والتهاب المفاصل، وهشاشة العظام، والمضادات الحيوية، والإيدز، وغيرها، كما بذلت الوزارة جهودًا كبيرة ومميزة لتطوير آلية عمل مركز 937؛ حيث تم تقديم أكثر من 100 ألف استشارة صحية، بالإضافة إلى أكثر من 15 ألف استشارة صحية عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 
وقال معاليه إنه في مجال الخدمات العلاجية لدينا - بفضل الله - أكثر من 279 مستشفى تضم أكثر من 42 ألف سرير؛ حيث تستقبل عياداتها الخارجية أكثر من 16 مليون مراجع سنويًّا، فيما تستقبل أقسام الطوارئ أكثر من 18 مليونًا من حالات الطوارئ المرضية و21 مليون من حالات طوارئ الإصابات، كما أجريت في مستشفيات (الصحة) أكثر من 500 ألف عملية جراحية، وأكثر من 240 ألف حالة ولادة، ويضاف إلى ذلك ما تم تحقيقه من إنجازات في برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة إذ إنه خلال الأربع سنوات الأخيرة تم الكشف على 720 ألف حالة، تبين خلالها أن هناك 622 حالة تحتاج إلى تدخل علاجي، كما تم ارتفاع نسبة فحص السمع بنسبة 89%، ونسبة فحص القلب للمواليد بنسبة 90%، لافتًا إلى أنه ليست هذه هي الإنجازات وحدها فحسب؛ بل هناك إنجازات أخرى - بفضل الله - ركزت على رفع كفاءة التشغيل وتطوير الأداء الإداري وبيئة العمل، بالإضافة إلى تطوير وتأهيل الكوادر بمختلف تخصصاتها وفئاتها، وأن العمل مستمر ومتواصل - بإذن الله - لمواكبة الاحتياج المتزايد إلى خدمات الرعاية الصحية كمًّا وكيفًا.

ونوه معاليه قائلاً إنه بطبيعة الحال فإن الكثير منكم يتساءل عن التأمين الصحي! وهل سيطبق؟ ومتى؟ والإجابة - بإذن الله – أنه سيطبق؛ لكن التأمين الصحي حتى يكون موجودًا بشكل مفيد ومؤثر في صحة المواطن، فإنه يحتاج نظامًا صحيًّا مؤسسًّا بشكل جيد، بخدماته وبمقدمي هذه الخدمات، وأنظمته الإدارية والمالية، وطريقة تمويله، وترابط مكوناته، كل هذا لا بد أن يكون جاهزًا ومناسبًا قبل أن نبدأ التأمين الصحي، مبينًا أن كثيرًا من الدول طبقت وتطبق التأمين الصحي دون توفر هذه البنى الأساسية، وفشلت وما زالت أنظمتها الصحية تفشل في إيجاد نظام صحي جيد، والسبب هو أنها تجاهلت خطوات أساسية مهمة لتأمين صحي له أثر في المستفيد، ولا يمكننا بأي حال أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون؛ بل يجب علينا أن نبدأ من حيث انتهوا، ونستفيد من تجاربهم وخبراتهم في هذا الشأن؛ لذلك فإن البداية لا بد أن تكون بتحسين ورفع جودة الخدمات الصحية الموجودة، وأيضًا إضافة خدمات جديدة إلى نظامنا الصحي، وقبل البدء برفع مستوى الخدمات الصحية كان لا بد من إعادة صياغة النظام الصحي؛ ليكون متناسبًا بكامل مكوناته مع حجم الاحتياج الحالي والمستقبلي.

وقال معاليه إننا نجتمع اليوم لنتشارك معًا في إطلاق مكون مهم من مكونات خطة الوزارة لمستقبل صحي واعد في المملكة، موضحًا أن كل نظام صحي يقوم على آليات عملية لتقديم الرعاية الصحية، وآليات ووسائل وخصائص توضح كيفية استفادة الفرد والمجتمع من الخدمات الصحية، وأن هذه الآليات تبنى على أساس نموذج رعاية فعال.
وأوضح الربيعة: إننا نشارككم اليوم أيها الأخوة والأخوات النموذج الجديد للرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن هذا النموذج صمم بمشاركة كل أصحاب الشأن من جميع مناطق ومدن المملكة، كما صمم ليكون في قلب التغيير الذي نطمح له لنا ولأبنائنا.

وأضاف أن هذا النموذج سعينا ليكون الإنسان - بإذن الله - محور اهتماماته وآليات عمله، يستفيد من الخبرات، ويوظف الطاقات، ويستخدم الموارد ويوجهها بحكمة وفعالية، ويواجه التحديات، ويستشرف المستقبل، ويحافظ على صحة السليم قبل أن يعتني بمرض السقيم، وذلك بما يقدمه من دعم ورعاية، وسيمكن الأصحاء من الحفاظ على صحتهم، والمرضى من العلاج من مرضهم.

ولفت الربيعة إلى أن هذا النموذج سيعيد هيكلة الرعاية الصحية الأولية، ويدعمها بأدوات ومبادرات تجعلها فعالة وقريبة من المواطن، وفي هذا النموذج أيضًا ستكون التقنية مكونًا أساسيًّا؛ ليكون نموذجًا معاصرًا يحقق الاستفادة القصوى من التقنية وتطورات العصر الحديث.

واختتم معاليه كلمته موضحًا أن هذا النموذج سيمكِّن الأفراد والمجتمع من المساهمة في الحفاظ على الصحة والطريقة الصحيحة للتعامل مع المرض، ثم الحصول على الخدمة الصحية، والاستفادة منها، وأن هذا النموذج بحلوله وآلياته سينقل الخدمة من المستشفيات إلى المنازل، وسيركز على النتائج والأثر، عوضًا عن الأنشطة والإدارة، ومبدأه الأهم (الوقاية قبل العلاج)، ولذلك سيكون من خلال النموذج تركيز خاص على برامج الصحة العامة، وأنشطة تعزيز الصحة، والتثقيف الصحي بكل أدواته ووسائله المؤثرة والمعاصرة.

عقب ذلك ألقي عدد من الكلمات؛ حيث تحدث د.محمد الصغير عن نموذج الرعاية الصحية ومكوناته، كما تحدث د.خالد الشيباني عن برنامج التحول الصحي، وتحدث د.هشام الخشان عن إصلاح وإعادة هيكلة خدمات الرعاية الصحية، وتحدث د.عبدالله عسيري عن المركز الوطني للوقاية من الأمراض، وكذلك تحدث د.عبدالإله هوساوي عن المركز السعودي لسلامة المرضى، وتحدث د.راشد القعوان عن التحول المؤسسي لمرافق (الصحة)، وأيضًا تحدث د.يوسف باسودان عن الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحدث أيضًا الأستاذ حمد عفيفي عن زيادة أعداد الممارسين الصحيين وتحسين تدريبهم.

 



آخر تعديل : 27 رجب 1438 هـ 03:52 م
عدد القراءات :