أخبار الوزارة

المهيزع : لا يقصد تخصيص طبيب لكل أسرة بل لمجموعة من العوائل
على هامش المؤتمر الخليجي السادس للرعاية الصحية الأولية واللقاء العلمي السابع للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع فقد أوضحت د. هالة المهزع رئيسة العلاقات الدولية بوزارة الصحة في مملكة البحرين واستشارية طبيب عائلة وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي ممثلة مملكة البحرين أن استراتيجية وزارة الصحة السعودية لا يقصد منه تخصيص طبيب أسرة لكل أسرة بل لمجموعة من العوائل ويكون طبيب الأسرة مسؤولاً عنها يتابع أطفال العائلة منذ الصغر فيما يتعلق بالتحصينات والتطعيمات وبعدها عندما يكبر الأطفال ويصبحون في عمر المراهقة وبعدها عندما تتزوج الفتيات ويحملن يتابع أيضاً معهن طبيب الأسرة ولا يقتصر دوره على ذلك فحسب بل يتابع الأم والأب والجد والجدة كل أفراد العائلة يتابعهم نفس الطبيب .
 
وأضافت أنه في البحرين هناك مجلس إدارة لكل مركز صحي يوجد فيه طبيب وممرض وإداري وشخص في المجتمع يكون عادة من المحافظة أو من مجلس البلدية قريب من الناس يعرف مشاكلهم .. مؤكدة أهمية ذلك رسمياً وأن        المركز الصحي هو المكان الأقرب للناس وهو مركز اجتماعي أكثر منه مركز صحي إضافة إلى برامج متكاملة تغطي جميع مراحل عمر الانسان ، وهناك اقتراح أن يوجد ممرضة من قبل وزارة الصحة تعمل في المدارس ولكننا نحتاج إلى دعم قوي من وزارة الإعلام .
 
وعن أوراق العمل التي قدمت في هذا المؤتمر أكدت أن ما قدم جميل ومهم جداً ولكنه يحتاج إلى تطبيق ومتابعة وجهد وتفاؤل وإيجابية ، ويجب على العالم العربي بشكل عام أن يقدر طبيب الأسرة وذلك لن يحدث إلا عندما يعرف الدور الذي يلعبه طبيب الأسرة وذلك يتحقق عندما يكون هناك وعي إعلامي كبير بنقل هذه الصورة إلى المجتمع وإلى الاستشاريين من الرعاية الصحية الأولية لاسيما الأطباء القدماء مؤكدة أننا بحاجة إلى جراح وإلى أطباء متخصصين ولكننا بحاجة أكبر إلى أطباء أسرة ومجتمع ويجب أن تخصص لهم رواتب موازية لرواتب الأطباء المتخصصين ففي الولايات المتحدة وأميركا يحصل طبيب الأسرة على أعلى ثاني دخل بعد أخصائي جراحة القلب والصدر ولكي نصل إلى ذلك توضح د. هالة أنه يجب في المقابل أن يكون طبيب الأسرة ملماً بكل أصول الممارسة الطبية مع التعلم المستمر خاصة وأنه الطبيب الوحيد الذي يرى مريضه في كلا الحالتين المرض والصحة ، فالمريض يدخل البوابة الرئيسية للعناية بصحته عن طريق طبيب العائلة بالتالي بعدها يتم التصنيف له فلو حدث تشخيص خاطئ فلن تكون حينها المشكلة مشكلة الطبيب المتخصص بل في طبيب الأسرة .
 
كما تطرقت الدكتورة هالة إلى أهمية تمتع طبيب الأسرة بالمهارات الاتصالية لاسيما وأنه يحتاج أن يتحدث إلى المريض وأن تكون بينهما جلسات تشاورية فردية وجماعية يتم العمل من خلالها على حل المشاكل بين الزوج والزوجة وغير ذلك .. وذلك ما لم نجده عند أطباء المستشفى لاسيما وأنهم يقابلون أعداد مهولة من المرضى بشكل يومي .
 
وأشارت إلى أن أهم ما في طبيب الأسرة أنه يأخذ بعين الاعتبار الناحية الانسانية عند المريض ويساعده ليس فقط على مشاكله الصحية بل النفسية والاجتماعية أيضاً .
 
وأكدت أن دول الخليج تتكاتف لإلقاء الضوء على أهمية الارتقاء بالرعاية الصحية الأولية وإظهار الدور الذي يقوم به طبيب الأسرة والمجتمع ونقل الخبرات من وإلى دول الخليج وأكدت أن وزراء الصحة في الدول العربية على وعي كامل بأهمية هذه الخطوات فيما يتعلق بالرعاية الصحية الأولية ولكنهم يحتاجون دعم وثقافة المجتمع نفسه ، كما يجب أن تحول الميزانيات في وزارات الصحة إلى 60% منها إلى الرعاية الصحية الأولية و40% إلى الثانوية وذلك لأن         هدفنا العمل على منع المرض وليس أن يقع المرض ثم نقوم بعلاجه .. كما     شددت على الدور الذي يجب أن يلعبه وزراء المالية ووزراء التربية وصانعي القرار وأن نعمل من الجهة الأخرى على توعية المجتمع .. ففي الدول الأوروبية 80% من المرضى الذين يذهبون لاستشارة الطبيب العام لا يحول منهم أي تخصص آخر سوى 13% فقط وذلك لأن المريض لا يستطيع أصلاً أن يصل إلى العناية الثانوية .
 
وأكدت الدكتورة هالة على أن بعض الأشخاص الذين يعملون في بعض المراكز الصحية لا تمثل أطباء العائلة ، كما شددت المهزع على الدور الذي يمكن أن يلعبه التأمين الصحي في إعطاء الخيارات للمريض في أن يذهب الطبيب في أي مكان سواء كان خاص أو حكومي .
 
وشددت على أنه صحيح الصحة مكتوبة على أنها حق لكل مواطن ولكن ذلك سيشكل عبئاً على وزارة الصحة في المستقبل .. فإلى متى تستطيع الوزارة أن تغطي تلك النفقات لاسيما في حال وجود بعض المرضى الذين يتصرفون بشكل اعتباطي ( يذهبون للعيادة 2-3 مرات في الأسبوع وذلك لأن الخدمة التي تقدم لهم مجانية الاستشارة – المختبر – الأدوية .. ) مؤكدة أن ذلك من حقه وأبسط حقوق المواطن هو الصحة والتعليم ولكن يجب أن يكون واعياً في أخذ هذا الحق حتى لا تقع وزارات الصحة تحت عبء كبير .
 
وعن الذي ميز هذا المؤتمر أكدت الدكتورة هالة تلك الأمسية النسائية التي تميزت بإشراك المجتمع في كل فئاته وأحلى ما فيها أن الأسرة المالكة شاركت الأطباء همومهم ومشاكلهم وأبدت اهتماماً كبيراً بما يدور وتعرفت على دور ومهام أطباء الأسرة وذلك سيؤدي حتماً إلى الوقوف من قبل الأسرة المالكة إلى جانب الوزراء وكبار صانعي القرار وذلك يدل على وعي وحماس كبير . 



آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:22 م
عدد القراءات :