رعى نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز مساء أمس حفل تكريم المتبرعين بالدم والذي نظمت الوكالة المساعدة للمختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة في مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض.
و أكد وزير الصحة الدكتور حمد المانع في كلمة بالحفل أن وزارته حققت الاكتفاء الذاتي من الدم ومشتقاته منذ نحو 22 عاماً، مشيراً إلى أن عدد المتبرعين بالدم بلغ حتى العام الجاري 400 ألف متبرع 95 % منهم من السعوديين ، حيث حصل نحو 20 ألف شخص منهم على ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثالثة نظير تبرعهم بالدم 10 مرات، لافتاً إلى أن هناك نحو 200 متبرع استطاعوا أن يتبرعوا بدمائهم أكثر من 50 مرة وحصلوا نتيجة ذلك على ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية.
وبين المانع أنه منع استيراد الدم من الخارج بما في ذلك فصائل الدم النادرة والاكتفاء الذاتي من الدم محلياً، لافتاً أن لدعم ولاة الأمر أكبر الأثر في تشجيع المواطنين والمقيمين على تبرعهم بالدم للمحتاجين، ولفت إلى أن أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز تبرع بدمه أكثر من 13 مرة وهو بذلك يجسد القدوة للمتبرعين وكذلك الأمير سطام بن عبد العزيز الذي تبرع بدمه عدة مرات.
وقال المانع أن مناسبة هذا العام ستكون فرصة لتسليط الضوء على الإهتمام بإنقاذ الحياة عبر التبرع بالدم للأمهات والمواليد حيث يوجد في العالم (500) ألف حالة وفاة سنوية أثناء الولادة (99%) منها في البلدان النامية وحوالي (34%) في أفريقيا ، (31%) في آسيا وحوالي (21%) في أمريكا اللاتينية والكاريبي وتنسب حالات الوفاة إلى النزيف أو سوء الحالة بسبب شدة النزف وهذه الحالات تكثر عند النساء الحوامل المصابات بفقر الدم ، الملاريا ، تعفن الدم ، النساء المصابات بالإيدز والأمراض التناسلية .
وأشار إلى أن التبرع بالدم يعتبر عمل إنساني يسهم في انقاذ حياة الآلاف من المرضى الذين تكون حالتهم الصحية في أمس الحاجة لنقل الدم حيث يكون 10% من المرضى الذين يدخلون المستشفى يحتاجون نقل دم وخاصة الذين يعانون من أمراض خبيثة أو مستعصية ، لافتاً إلى أن المملكة تطبق أدق المعايير الطبية العالمية للتأكد من سلامة الدم المتبرع به ، وذلك من خلال قرارات وضوابط يتم تنفيذها لتوفير الدم للمرضى منها أن يتم التبرع داخل المستشفيات وخضوع المتبرع الذي يتم الاستعانة به من أهل المريض للإجراءات الروتينية من فحوصات وكشف وغيرها من الإجراءات . أما في الحالات العاجلة فيتم نقل الدم للمريض فوراً على أن يتم الاستعانة بدم المتبرع في وقت آخر وتقوم بنوك الدم بفصل وحدات الدم إلى مشتقاته المختلفة من بلازما وصفائح دموية وكريات دم مركزة للاستفادة منها بالمستشفيات لعلاج كثير من المرضى والمصابين .
من جانبه أوضح وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المختبرات وبنوك الدم رئيس الهيئة العربية لخدمات نقل الدم عبد الله بن زامل الدريس أن الوزارة تسعى لتوفير الدم ومشتقاته للمرضى من خلال 250 بنكا للدم موزعة في مختلف المناطق، مشيراً إلى أن الوكالة المساعدة للمختبرات وبنوك الدم تخضع الدم الذي حصلت عليه من المتبرعين لجميع الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوه من الأمراض المعدية ، مشيراً إلى ان المملكة التي ترأس حالياً الهيئة العربية لخدمات نقل الدم تعتبر من أكثر دول العالم والمنطقة اهتماماً بتوفير أقصى المعايير الصحية المطبقة عالمياً في مجال نقل الدم وحفظه وذلك بهدف ضمان سلامة المتبرعين والمتبرع لهم وضمان الحصول على دم آمن وسليم وتشترط الوزارة تطبيق بعض المواصفات الصحية عند نقل الدم للمحتاجين منها أن يتم التبرع داخل المرافق الصحية وخضوع المتبرع الذي يتم الاستعانة به من أهل المريض للإجراءات والفحوصات التي تضمن اتمام عملية التبرع بشكل سليم .
وأكد ان الدولة تدعم وتحفز المواطنين والمقيمين على التبرع بالدم للمحتاجين من المرضى الذين أثبتت التقارير الصحية الحديثة حاجة نحو 10% منهم لعمليات نقل دم عند دخولهم للمستشفيات ، حيث صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – بمنح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثالثة لمن يقوم بالتبرع لأكثر من (10) مرات وميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية لمت يتبرع بأكثر من (50) مرة ،لافتاً أن الدراسات العلمية أثبتت أن المتبرع بالدم يحقق ويجني العديد من الفوائد الصحية منها زيادة نشاط نخاع العظام في إنتاج كميات جديدة من الدم وزيادة نشاط الدورة الدموية ، بالإضافة إلى التقليل من نسبة الحديد في الدم مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين .
وقال الدريس أن خبراء الطب يؤكدون أنه لا توجد أية مخاطر جراء التبرع بالدم ، حيث تمثل الكمية التي تسحب عند التبرع 8% فقط من متوسط حجم الدم عند الشخص البالغ ، والذي يتراوح بين 5-6 لترات من الدم ، كما يقوم الجسم وفقاً للخبراء بتعويض الدم المتبرع به خلال ساعات معدودة عن طريق شرب السوائل ، أما خلايا الدم فتخضع هي الأخرى للتجدد التلقائي ، حيث يتم تعويض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية في مدة لا تتجاوز الأسبوع ، فيما يتم تعويض كريات الدم الحمراء في أقل من شهر من تاريخ التبرع .مشيراً إلى ان الأطباء يقولون إنه بإمكان الشخص أن يتبرع بدمه مرة واحدة كل شهرين إلى ثلاثة أشهر وعلى ألا تزيد مرات التبرع بالدم على (5) مرات خلال العام الواحد وللنساء أن يتبرعن بالدم أسوة بالرجال ولكن يفضل دائماً أن تكون المتبرعة غير حامل أو مرضع .
من جانبه أكد مدير عام المختبرات وبنوك الدم إبراهيم العمر أن الوزارة أدخلت فحص "النات" وهو من الفحوص المتطورة للكشف عن الأمراض المعدية التي تنتقل عبر الدم وهي "الإيدز، التهاب الكبد الوبائي (ب ، ج)" حيث يمكن الكشف عن هذه الفيروسات القاتلة التي تنتقل عن طريق الدم في فترة وجيزة وبطريقة دقيقة، لافتاً أن المختبرات التابعة لوزارة الصحة تتلف سنوياً من 3-4 % من الدم لثبوت تلوثه بالأمراض المعدية.
وفي ختام الحفل كرم نائب أمير منطقة الرياض عدداً من المتبرعين بالدم ومنهم متبرع، تبرع بدمه أكثر من 120 مرة، كما قدم وزير الصحة درعاً تذكارياً للأمير بهذه المناسبة.