أكد المشرف على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة الدكتور عبدالله البداح وجود رابطة في محافظة جدة لدعم حقوق المدخنين وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس بديوان وزارة الصحة بقاعة الإجتماعات أنه لا يوجد أساس أو غطاء قانوني لهذه الروابط وأن وجدت بالتالي لا نستطيع في وزارة الصحة رفع دعوى قضائية عليها ونحن في البرنامج تلقينا عدة اتصالات من أشخاص يؤكدون وجود رابطة في جدة تحاول أن تدافع عن حقوق المدخنين متجاهلة حقوق غير المدخنين وهناك عدة روابط تمارس هذا الدور عبر الانترنت وتابع حديثه بان إحدى شركات التبغ قامت قبل أيام بتوزيع السجائر مجانا على مرتادي كورنيش جدة .
واشتكى البداح من عدد من الاقتصاديين الذين يعيقون رفع أسعار التبغ على الرغم من المحاولات التي تقوم بها وزارة الصحة مع نظيراتها في الخليج لرفع أسعار التبغ وقال أن الاقتصاديين يرون أن رفع أسعار التبغ مدعاة إلى انتشار عمليات التهريب كما اشتكى من عدد من مدراء الشئون الصحية الذين لا يبدون اهتماما بعيادات مكافحة التدخين المنتشرة في المملكة والتي تصل إلى 50 عيادة ساهمت في إقلاع نصف مليون عن التدخين خلال 20 عاما ، وقال هناك عدد من مسئولي الصحة في بعض المناطق يهدرون جهودنا ويقومون بنقل أطباء عيادات التدخين لسد الحاجة في مركز صحي في الوقت الذي جهزنا بعض العيادات بأكثر من مليون ريال .
وكشف بان المملكة تستورد سنويا 42 ألف طن من منتجات التبغ تستهلك جميعها أي 42 مليار سيجارة مشيرا إلى أن ميزانية البرنامج سنويا تتراوح عند الـ10 ملايين ريال والميزانية التي ترصدها وزارات الصحة لعلاج مرضى التدخين من 10-15 % من ميزانياتها العامة .
ولفت إلى أن نسبة المدخنات السعوديات 5% تزيد أو تنقص حسب دراسات مسحية مختلفة وقال بان التدخين قضى على 100 مليون في القرن الماضي ومن المحتمل أن يقضي على 1000 مليون في القرن الحالي وتابع هناك 300 ألف يموتون سنويا بسبب حرائق يخلفها التدخين .
وأشار المشرف على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة إلى أن هناك مواصفات جديدة لعبوات السجائر من حيث كمية القطران والنيكوتين والشكل الخارجي للعبوة بحيث تكون هناك عبارات وصور ذات علاقة بتأثير التدخين على الصحة العامة وهذه المواصفات لدى الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس لإجازتها والعمل بها قريبا .
وقال بان هناك حملة توعية لكبار المسئولين من المدخنين سوف تنفذ قريبا كما يجري العمل على إقرار لائحة عقوبات للمدخنين الذين يخالفون قرار المقام السامي الصادر في عام 1404هـ بمنع التدخين في الأماكن العامة والجهات الحكومية وما في حكمها .
كما دعا البداح المدخنين بكافة مناطق المملكة إلى استثمار مناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي تشارك فيه كافة دول العالم تحت شعار ( معاً .. لبيئات خالية من التدخين بنسبة 100% ) والذي يصادف هذا العام 14/5/1428هـ الموافق 31/5/2007م للإقلاع عن التدخين والامتناع عنه بكل قوة وإرادة لتكون هذه الخطوة ذكرى حسنة وليعيشوا بعدها حياة طيبة لا يعكر صفوها هذا الوباء الخطير .
وشدد د. البداح على أهمية تضافر جهود كافة الجهات الحكومية والأهلية للمساهمة بنشر الوعي والتعريف بالمخاطر المحدقة التي يسببها تعاطي التبغ بكافة أنواعه والتي من أخطرها التدخين القسري أو التدخين بالإكراه وهو الدخان الذي ينتشر في الأماكن المغلقة أو المفتوحة من المدخنين ويتعرض له غير المدخنين وخصوصاً من الرضع والأطفال والشرائح الأخرى .. منوهاً إلى أهمية قيام وسائل الإعلام المختلفة بدور طليعي وأكثر تأثيراً في مجال مكافحة التدخين وابتكار البرامج وتقديم الدعم للجهات الصحية والخيرية المعنية بمحاربة هذا الوباء القاتل لنحو (5) ملايين شخص سنوياً على مستوى العالم .
وكشف عن خطط يتولاها برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة لتكثيف برامج المكافحة والسعي لعلاج مدمني استخدام التبغ من خلال نشر البرامج التوعوية ودعوة المدخنين لمراجعة عيادات المكافحة المنتشرة بمختلف مناطق المملكة والتي تقوم بدور فاعل في مجال العلاج والتوعية .
وثمن د. البداح اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بمكافحة انتشار التبغ من خلال التوجيه الكريم بتشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ بالمملكة ، كما نوه بالدهم المتصل الذي يجده برنامج مكافحة التبغ من معالي وزير الصحة .