أخبار الوزارة

خوجة:الأخطار التي تواجه الصحة لا تعترف بالحدود
أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن احمد خوجة  أنه في ظل التهديدات العالمية المحدقة بالصحة وفي ظل ظهور عدداً من الأمراض ومنها أنفلونزا الطيور والملاريا والإيدز والعدوى الفيروسية والطوارئ الإنسانية والمشاكل البيئية التي بدأت تتفاقم يوماً بعد يوم، جاء اختيار منظمة الصحة العالمية لشعار "بالاستثمار في الصحة نبني مستقبلاً أكثر أمناً  " وذلك بمناسبة احتفاء دول العالم باليوم العالمي للصحة الذي يوافق السبت 19 ربيع الأول 1428هـ الموافق 7 أبريل 2007م، حتى ينظر المجتمع الدولي بعين الاعتبار إلى أهمية الربط بين الصحة بالأمس واليوم
 
وأضاف بأن الأخطار التي تواجه الصحة لا تعترف بالحدود وخير مثال على ذلك أنفلونزا الطيور في ظل عصر يتسع فيه نطاق حركة السفر بين دول العالم بما يمكن للأمراض الجديدة والأمراض الموجودة أن تعبر الحدود الوطنية وتهدد الأمن الجماعي ، مشيراً إلى انه لا يمكن احتواء انتشار هذه الأمراض إلا من خلال التعاون بين الدول المتقدمة والنامية على حد سواء إلى جانب زيادة التركيز على تبادل المعلومات وتعزيز النظم الصحية مبيناً أن المرض لا يعرف الحدود ولا يعترف بالحدود .
 
وأكد أن ارتفاع المستوى الاقتصادي يحسن الوضع الصحي وأن انخفاضه يسئ كثيراً إلى الوضع الصحي ، لافتا إلى ضرورة التعاون المشترك وكذلك استثمار الصحة وتبني القرارات بغرض الوقاية من التهديدات الجديدة والقائمة عن طريق تعزيز النظام الصحي وتوظيف استثمارات كبرى ترصد الأمراض والوقاية منها وأن المرض والمشاكل الصحية يلعبان دوراً مهماً في الضعف الشديد الذي يميز النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة ، مشيراً إلى أن مرض الإيدز والعدوى الفيروسية يعد نموذجاً جلياً يبين مدى الترابط بين الصحة والأمن فالإيدز والعدوى بفيروسية يهددان استقرار مناطق ودول بأكملها .
 
وبين أن دول مجلس التعاون الخليجي قد تنبهت إلى هذا الموضوع منذ وقت مبكر من خلال المكتب التنفيذي ولجانه المتخصصة حيث عقدت العديد من اللقاءات والندوات وحلقات العمل المتتالية في مختلف دول المجلس
 
وقال خوجة أن وزراء الصحة بدول مجلس التعاون عقدوا اجتماع الطاولة المستديرة في المنامة بمملكة البحرين العام الماضي والذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ اجتماعات الوزراء وكان الهدف من هذا الاجتماع مناقشة التحديات التي يواجهها النظام الصحي والتطلعات المستقبلية لنظام الرعاية الصحية الوطنية، و الفرص المتاحة للعمل من أجل التركيز على التطلعات ومواجهة التحديات، وكذلك استعراض الوضع الحالي في دول المجلس وتبادل الخبرات والمرئيات وتعزيز أطر التعاون فيما بينها على طريق تطوير النظم الصحية فيها. كما ناقش الوزراء جودة الخدمات الصحية وتفعيل دور أكبر للرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة  وكيفية مقابلة الطلب في مواجهة الأمراض وأنماطها المتغيرة، وظهور أمراض جديدة وانبعاث أخرى، إضافة إلى تنمية الموارد البشرية، وفي نفس الوقت ركزت المناقشات على أهمية الحصول على وتحقيق الرضا المستفيد من الخدمة وسبل تمويل الخدمات ودور وزارة الصحة من جانب التخطيط والتنفيذ والإشراف على خدمات المستشفيات والمراكز الصحية، تلك هي التحديات الرئيسية التي تواجه النظم الصحية.
 
وأبان بأن الوزراء أقروا خلال جلساتهم دعم الجهود الرامية إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المجال الصحي لتخفيف العبء على النظام الصحي الحكومي وعلى اعتبار ان القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية الصحية الى جانب إقرار عقد حلقة عمل خليجية يشارك فيها وكلاء وزارات الصحة ومستشارو الإدارة الصحية لتدارس أساليب مواجهة هذه التحديات التي تواجه النظم الصحية والحلول المقترحة لمواجهة تلك التحديات وجدولتها بخطة زمنية محددة بحيث يتم اختيار موضوعين أو ثلاثة لتكون أساساً للمناقشة والدراسة مع وضع تصور خليجي متكامل بشأنها يتم عرضه بصفة دورية على المجلس لاتخاذ الخطوات المناسبة بشأنه.
 
وفي ختام تصريحه أكد خوجة بأن الاستثمار في الصحة متنوع فمنه الاستثمار في بناء المباني وشراء الأجهزة والمعدات، والاستثمار كذلك في القوى البشرية سواء بالتدريب والتعليم وإجراء البحوث الصحية، فالنظر إلى الصحة يجب أن يكون على أنها استثمار لا مجرد سبب للإنفاق فتحسين المقاييس والمؤشرات الصحية ينبغي أن يعتبر استثماراً لصالح زيادة رفاهية السكان بصفة عامة والمرضى بصفة خاصة، فالصحة قوة دفع جبارة للاقتصاد والعمالة الوطنية.
 
كما أعرب عن أمله في المزيد من التعاون والتنسيق بين دول المجلس نحو تحديد ملامح مستقبل السياسات الصحية بصورة أكثر وضوحا وتنفيذها وفقا لما يتوفر لدينا من التقنيات المتاحة والاستفادة القصوى من شبكة المعلومات الصحية التي ستسهم في دعم هذه السياسات ورسم الاستراتيجيات في المستقبل والاستفادة القصوى من الطفرة الاقتصادية الثانية التي شملت كافة دول المجلس مبينا أن خير استثمار هو الاستثمار في صحة الإنسان والمواطن الخليجي وبناء البنية التحتية وتحقيق الرفاه الصحي والاجتماعي له .



آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:21 م
عدد القراءات :