أخبار الوزارة

د/المانع يفتتح المؤتمرالأقليمي الخليجي لاقتصاديات السكري
رعى وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع مساء أمس أفتتاح فعاليات المؤتمر الأقليمي الخليجي لاقتصاديات السكري تحت شعار " اقتصاديات السكري أستثمار حيوي " بفندق الأنتركونتننتال في عاصمة الطب العربية الرياض وبحضور عدد كبير من المسئولين بوزارات الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي والدولين والمحليين .
 
هذا وقد بدأ حفل الأفتتاح بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القى مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر الدكتور توفيق بن احمد خوجه كلمة رحب فيها بالحضورموجهاً  الشكروالامتنان للمقام السامي الكريم للموافقة على استضافة المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر الإقليمي الخليجي الهام وعلى تشريف ورعاية حرم خادم الحرمين الشريفين للندوة النسائية المصاحبة لهذا المؤتمر كما أود أن أعرب عن وافر شكري وتقديري لوزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع على موافقته الكريمة على رعاية هذا المؤتمر الحيوي، وعلى دعمه اللا محدود لجعل هذا المؤتمر حقيقة واقعة منوهاً للشراكة الفاعلة في هذا الحدث العلمي الهام بين المكتب التنفيذي والبنك الدولي والمؤسسة الدولية لمرض السكر(WDF) ومنظمة الصحة العالمية ومكتبها الإقليمي لشرق المتوسط ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ووزارة الصحة وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند).
 
واوضح خوجة إن موضوع اقتصاديات السكري ليس جديداً على نشاطات المكتب التنفيذي حيث بدأنا هذا المشوار منذ أكثرمن ثلاث سنوات بإيفاد كبار مسؤولي وزارات الصحة لدول مجلس التعاون إلى مركز الدراسات والنظم في ألمانيا ضمن الاتفاقية مع شركة روش دياجنوستيك في هذا المضمار.
 
وابان ان المؤتمرياتي طبقاً لتوجيهات قرارمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون رقم(4) الصادر في المؤتمر (الثاني والستون الذي عقد في دولة الكويت في الفترة من 4-5 محرم 1428هـ)ويدل على مدى الاهتمام البالغ بتنامي مشكلة الداء السكري في المجتمع الخليجي والآثار الاقتصادية والمجتمعية طويلة المدى، وشددوا في القرار رقم (4) على أن يكون مسمى هذا المؤتمر (مؤتمر مكافحة داء السكري) وعلى إجراء اجتماع موسع للجنة الفنية المختصة وبمشاركة وكلاء الوزارة المعنيين وبغرض الخروج بخطة تنفيذية متكاملة محدثة للخطة الموضوعة سابقا لرفعها إلى الوزراء ومن ثم إلى أصحاب الجلالة والسمو الأمراء قادة دول مجلس التعاون للحصول على الالتزام المطلوب لمكافحة هذا الداء بالإضافة إلى مناقشة تصميم دراسة خليجية موحدة المنهجية تتناول وبائيات وعبء المراضة واقتصاديات الداء السكري تكون مبنية على المجتمع . وأكد مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في مؤتمرهم الثالث والستين (جنيف 29/4/1428هـ الموافق 16/5/2007م)، حيث أصدر القرار رقم (1) والذي يعتبر منهاج عملي وتطبيقي وتطويري للبرنامج الخليجي لمكافحة داء السكري وتضمن عدد من التوجهات الرئيسية في مقدمتها التوقيع على "الإعلان المشترك لوزراء الصحة بدول مجلس التعاون حول الداء السكري" واعتماده كالتزام لتحسين الصحة العمومية والتصدي لمشكلة الداء السكري وكذلك  تقديم الشكر لمدير عام المكتب التنفيذي الدكتور توفيق خوجة على ورقة عمل تحديث وتطوير الخطة الخليجية لمكافحة الداء السكري"، واعتبارها منهاجاً علمياً وعملياً لعملية التحديث المطلوبة في المرحلة القادمة ، بالإضافة إلى اعتماد "الخطة الخليجية التنفيذية المتكاملة والمحدثة (2008/2018)" الموضوعة من قبل اللجنة الفنية المختصة، وما تضمنته من: الرؤية - الرسالة - والأهداف الإستراتيجية -وآليات التطبيق - وكذلك مؤشرات المتابعة والتحسين ، وكذلك مناشدة دول المجلس بتشكيل "مجلس وطني أعلى لمكافحة الداء السكري" وعلى أساس أن "مكافحة الداء السكري" قضية أمة ومسئولية كافة فئات المجتمع.
 
ومن هذا المنطلق فلقد وافقت دول المجلس على طلب وزيرة الصحة بدولة الكويت عرض "الإعلان المشترك لوزراء الصحة بدول مجلس التعاون حول داء السكري" ضمن اجتماع وزراء الصحة العرب القادم وتفضلت سعادة الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية - الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لاتخاذ الإجراءات التنفيذية لإدراج هذه الوثيقة الخليجية وكذلك الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة داء السكري (2008/2018) على جدول أعمال هذا الاجتماع...وهكذا يؤكد مجلس وزراء الصحة اهتمامه بمكافحة داء السكري وتخصيص هذه الدورة لهذا الغرض حتى تم اتخاذ شعــار (السكري قضية أمة) شعاراً لهذه الدورة لما يمثله السكري من قضية هامة للصحة العامة في دول الخليج ودول الإقليم وحرص صانعي القرار على انتهاج الأسلوب العلمي السليم لمجابهة هذه القضية من كافة الأوجه الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وتنشيط كافة الفئات والقطاعات للعمل في هذا الاتجاه بتنسيق وتناغم ليكون السكري بحق قضية أمة يجب العمل سوياً للتصدي لها بكل كفاءة وفعالية بحول الله. وإننا نتطلع بشدة إلى أن يعاد صياغة الخطط الإستراتيجية والسياسات الوطنية من قبل جميع المعنيين ومن أعلى مستويات متخذي القرار بدول المجلس بما فيها الجهات الصحية، وكذلك الاستفادة من هذه الجهود المتواصلة من هذا المؤتمر الحيوي الهام والخروج بإعلان الرياض ضمن مفهوم اقتصاديات السكري وبتوصيات فاعلة على طريق مكافحة هذا الداء وصياغة السياسات الملائمة لذلك الغرض.
 
عقب ذلك القى رئيس اللجنة العلمية للمؤتمرالدكتور حمد بن محمد العمر كلمة أستعرض فيه فكرة المؤتمر والجهود المبذولة والتعاون الفاعل بين كافة المنظمين المحليين والجهات الدولية ثم تطرق إلى أهداف المؤتمرومحاورة والبرنامج العلمي والمتحدثون مشيراً إلى أهداف المؤتمرالمتعلقة بمرض السكري بكافة أبعادها الطبية والأجتماعية عالمياً وخليجياً وإبراز التحديات الهائلة التي يضعها مرض السكري على النظم الصحية(سواء المباشرة أو غير المباشرة) وكيفية مجابهتها وعرض بعض النماذج وإشراك أصحاب المصالح المشتركة وتفعيل دورهم في مكافحة مرض السكري وزيادة معارف المعنيين والمسئولين والمهتمين بالجانب الإقتصادي لمرض السكري والمبادرات والتجارب العالمية البارزة للسيطرة على المرض . وعرض ودراسة سبل تحسين جودة الخدمات المقدمة لمرضى السكري والإستخدام الأمثل للموارد . واصدار إعلان الرياض الذي سيكون منهاجاً للتعامل مع المشكلة مع التركيز على المنظور الإقتصادي  مشيراً إلى التميز في هذا المؤتمر بأنه سيكون هناك عرض للدراسة الوطنية حول وبائيات ومحددات مرض السكري في المملكة العربية السعودية التي تعد أول دراسة من نوعها على مستوى العالم العربي وحلقة نقاش مفتوحه لبناء تعاون أقليمي وتمكين النساء من لعب دور فاعل في التدابير الوقائية والعلاجية لمرضى السكري .
 
عقب ذلك القى المديرالتنفيذي للمؤسسة الدولية لمرضى السكري الدكتور انيل كابوركلمة قال فيها إن الأمراض المزمنة غير السارية مثل السكري لا تسبب فقط المشاكل والمعاناة للأفراد والأسس ولكنها الآن أصبحت من مشاكل الصحة العمومية الكبري وبسبب طبيعتها فإنها تتطلب كل الجهود والوسائل الحكومية للوقاية منها ومكافحتها مبيناً إن داء السكري يصيب الآن(250) مليون شخصاً كما أن(3200) مليوناً آخرين سيعانون من مضرات السكري وأكثر من نصف مليون شخص سيتأثرون بالسكري ويقدرأن تتزايد هذا العدد ليصل إلى(750) مليون شخصاً في السنوات السبعة عشر القادمة .
 
مبيناً ان التكاليف الاقتصادية على الأفراد والأسرعالية بشكل ملموس ولكن التأثير على ميزانيات الرعاية الصحية الوطنية سوف تكون ذات أثر ضار ومن المعلوم أن النوع (2) من السكري يمكن ترقيته بدرجة كبيرة وذلك عن طريق اتباع أساليب صحية أكثر للمعيشة كما أنه من المعلوم أيضاً أن التشخيص المبكروالعلاج المبكرللسكري يمكن أن يفي ويؤخربدرجة كبيرة المضاعفات طويلة المدى.
 
وكما أنه من المعلوم أن الاجراءات الوقائية الموجهة للسكري لها تأثير مع الأمراض غيرالسارية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات وأمراض القلب والفشل الكلوي والسكتة الدماغية وحتى السرطان .. والسؤال اذن هو لماذا لا تتخذ اجراءات ؟
 
وغالباً فإن نقص الموارد وتكلفة العلاج العالية تذكر كأسباب ولكن الحقيقة هي أن الاستمارات التي توضع في الوقاية والاكتشاف المبكروالرعاية الملائمة هي في الحقيقة توفير للتكاليف فالوقاية من وعلاج السكري ليست غالية ومع ذلك فإنه من حيث الصحة والاقتصاد فإن عدم الاستثمار في ذلك هو المكلف للغاية .
 
بعد ذلك القى راعي الحفل وزيرالصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع  كلمة قال فيها إنه لمن دواعي سروري أن أشهد معكم في هذا المساء افتتاح وبدء فعاليات المؤتمر الخليجي لاقتصاديات السكري تحت شعار "اقتصاديات السكري - استثمار حيوي" والذي ينظمه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع البنك ا لدولي والإتحاد العالمي للسكري والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض .
 
كما لايفوتني هنا أن أقدم جزيل الشكر والتقدير لكافة اللجان المتخصصة القائمة على هذا المؤتمر على حسن التنظيم والإعداد المتميز والجهد المبذول لاستقطاب هذه الكوكبة من العلماء والخبراء والمختصين الدوليين والإقليميين والمحليين في مجال اقتصاديات السكري المتميزة مشيراً بأنه قد أظهرت الإحصائيات والدراسات الوبائية في بعض دول الخليج انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني، وأن معدل انتشار الداء السكري يتراوح ما بين (12-28%) في دول المجلس...، وكذلك اعتلال استقلاب السكر ( وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلا ) فقد تجاوزت نفس النسبة ، وهذا يعني أن المجتمع الخليجي مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد عن (20%) وهذه النسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى..
 
واشار الى الدراسات الوبائية في المملكة العربية السعودية التي اثبتت هذا الازدياد المطردعبرالسنين حيث ارتفعت النسبة من(2.2%) في منتصـف السبعينات إلى(4.9%) بعد عشر سنوات ووصلت إلى(12.3%) في منتصف التسعينات ثم وصلت إلى (24%) في عام (2004م) .
 
اما في مملكة البحرين بلغت النسبة حوالي (30%) لمن هم فوق سن الأربعين
 
وتصل نسبة الإصابة في سلطنة عمان إلى(12%) ويزدادون بنسبة(4%) سنوياً.
 
كما بينت الدراسة الوطنية لمرض السكري والتي أجريت مؤخرا في الامارات العربية المتحدة أن نسبة انتشار مرض السكري - من النوع الثاني تبلغ (19.6%) كما يوجد(15.2%) من أفراد المجتمع لديهم اعتلالات في استقلاب السكر..وهذا يشير إلى أن ما بين خمس وربع مواطني دول مجلس التعاون إما مصابون أو سيصابون بالسكر خلال السنوات القليلة القادمة..
 
وقال ان أحدث دراسة صدرت بدولة الكويت كان معدل الإصابة قبل الدراسة(16.7%) وبعد الانتهاء من الدراسة وصلت إلى (22.4%).
 
واشار الى الدراسة الحديثة التى أجريت بمدينة الرياض تؤكد أن 32% من المرضى المنومين بالمستشفيات مصابون بالسكري ، وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ليست ذات علاقة به كما أن معدلات الإصابة بمضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة.
 
وبين ان احدث التقارير الصادرة عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط WHO/EMRO حول عبء الداء السكري بدول المجلس فإن(50 %) من مرضى السكري يعانون من ارتفاع ضغط الدم(80%) من قلة النشاط البدني(90%) من البدانة وزيادة الوزن(70 %) من النمط الغذائي غيرالصحي(80 %) من ارتفاع الدهون بالدم(60%) من أمراض الأوعية الدموية(50 %) من المدخنين( 40 %) من الاكتئاب.
 
ولقد تزايدت - مؤخراً - ظاهرة الإصابة بالداء السكري النوع (2) بين الأطفال على مستوى العالم، وتتراوح نسبته ما بين(15 - 45 %) من مجموع الحالات المشخصة حديثاً بين الأطفال والشباب اليافعين وتعد بدانة الأطفال من أهم العوامل ذات العلاقة الوطيدة بهذا المرض، وتشير عدد من الدراسات الحديثة بمنطقة الخليج إلى ازدياد ظاهرة بدانة الأطفال ما بين طلاب وطالبات المدارس(10 - 20 %)، مما يرجح تزايد احتمالات الإصابة بالداء السكري النوع(2) ما بين الأطفال الخليجيين.
 
ومن هذا المنطلق فلقد أكد أصحاب وزراء الصحة بدول مجلس التعاون على ضرورة وأهمية التصدي لهذه المشكلة الصحية الهامة والتركيز على تحديد سبل مواجهتها خلال عام 2007م ورفع شعار المؤتمر (62) "مؤتمر مكافحة السكري".
 
ومن الجدير بالذكر أن ما ستتوصلون إليه في هذا المؤتمر من نتائج وتوصيات ستعتبره وزارة الصحة إطار عمل يكون نبراساً ينير الطريق لمواجهة هذا الوباء على أسس علمية سليمة  وستمثل حصيلة هذا المؤتمر إضافة هامة للخطة التنفيذية الخليجية التي أقرها أصحاب وزراء الصحة الخليجيين في مؤتمرهم الثالث والستين في جنيف في شهر مايو الماضي 2007م وعليه فإنني آمل أن يتمخض عن هذا المؤتمر توصيات هامة وقوية وخطة عمل واضحة تضيف إلى ما لدينا وتجعلنا نتقدم خطوات إلى الأمام على طريق مكافحة هذا المرض المزمن والحد من إنتشاره ولعل مما يثلج الصدر ويسر الخاطر أن هذا المؤتمر هو الحلقة الأولى ضمن سلسلة من المؤتمرات التي سيقعدها المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج حول العديد من الموضوعات المتعلقة باقتصاديات الصحة، وحيث أنكم قد بدأتم باقتصاديات السكري فلعلكم تناقشون في المؤتمر القادم بإذن الله موضوع اقتصاديات أمراض أخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها .
 
وعقب ان كرم وزير الصحة المشاركين والمنظمين والرعاة للمؤتمر قام  بقص شريط افتتاح المعرض الطبي المصاحب لفعاليات المؤتمر الذي احتوى على أحدث التجهيزات الطبية والتوعوية لمرضى السكري .



آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:24 م
عدد القراءات :