انتشر استخدام هرمون النمو بشكل شائع دون إشراف طبي من قِبل الرياضيين بهدف بناء العضلات وتحسين أدائهم الرياضي، كما أنه تم الترويج لاستخدامه من قِبل كبار السن، على أساس أنه يعكس آثار الشيخوخة، أو أنه (ينبوع الشباب)، ولكن هل يعزز هرمون النمو الأداء الرياضي أو يبطئ الشيخوخة؟ وهل استخدامه آمن؟ هذا ما سنتعرف عليه.
بدايةً ما هو هرمون النمو؟
هرمون النمو : هو هرمون يفرز بشكل طبيعي داخل الجسم من الغدة النخامية) وهي غدة صغيرة بالمخ)، حيث يعزز هذا الهرمون نمو الجسم من الطفولة إلى البلوغ، كما أنه يساعد في الحفاظ على بنية الجسم الطبيعية لدى البالغين، ويلعب دورًا في عملية التمثيل الغذائي لدى كلٍّ من الأطفال والبالغين.
تكون مستويات هرمون النمو أعلى عند الأطفال والمراهقين، ولكنها تنخفض مع التقدُّم بالعمر، ومن أهم محفزات إفراز هرمون النمو بشكل طبيعي داخل الجسم، أخذ قسطٍ كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة، وتقليل التوتر، كما أنه يزداد إفرازه في الليل مقارنة بالنهار.
هرمون النمو باعتباره وصفة طبية:
يتم وصف هرمون النمو من قِبل الأطباء باعتباره وصفة طبية علاجية، حيث يتم إعطاؤه عن طريق الحقن في بعض الحالات المرضية وهي:
في الأطفال ممن يعانون من:
- نقص هرمون النمو أو من قصر القامة.
- حالات تأخر التطور والنمو.
- متلازمة داون أو متلازمة تيرنر.
- ضعف النمو بسبب القصور الكلوي المزمن.
في البالغين ممن يعانون من:
- نقص هرمون النمو لمن أصيبوا بمشكلات في الغدة النخامية.
- متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
تؤدي إساءة استخدام هرمون النمو، دون إشراف طبي بجرعات هائلة لفترات طويلة، إلى حدوث آثار جانبية مثل:
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- احتباس السوائل داخل الجسم.
- آلام المفاصل والعضلات.
- متلازمة النفق الرسغي (حالة طبية يحدث فيها ضغط على عصب في معصم اليد، مما يسبب ألمًا وتنميلاً في اليد).
- زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون.
- تضخم أنسجة الثدي (التثدِّي) عند الرجال .
يبقى لدينا السؤال: هل بالفعل أخذ هرمون النمو عن طريق الحقن، يُحسِّن الأداء الرياضي أو يزيد من كتلة العضلات؟ وهل بالفعل يعكس آثار الشيخوخة؟
- بالنسبة للرياضيين، فإن الادعاءات بأن هرمون النمو يعزز الأداء البدني، لا يدعمها أي دليل علمي، وعلى الرغم من أنه قد يزيد من كتلة الجسم، لكن من الممكن أن تكون هذه الزيادة بسبب احتباس السوائل داخل الجسم، كما تشير الدراسات الحديثة إلى أنه لا يعزز قوة العضلات أو قدرتها على ممارسة التمارين، فضلاً عن الآثار الجانبية الناتجة عن إساءة استخدامه.
- بالنسبة لتأثير هرمون النمو على الشيخوخة، فلم تثبت الأدلة العلمية وجود أي تأثيرات وظيفية إيجابية على عملية الشيخوخة بشكل مؤكد، كما أن بعض الدراسات أثبتت تعرُّض كبار السن للآثار الجانبية بنسبة عالية.
.
إرشادات مهمة:
لم يثبت علميًّا أن هرمون النمو آمن أو فعَّال للرياضيين الشباب، أو حتى لكبار السن، ولكن يمكنك الحصول على النتيجة نفسها بصورة آمنة باتباع الآتي:
- اتباع نظام غذائي صحي، يهدف لتناول كمية معتدلة من البروتين يوميًّا (في المتوسط 46 جرامًا يوميًّا للمرأة، و56 جرامًا يوميًّا للرجل).
- ممارسة الرياضةالمعتدلة بشكل منتظم، مثل المشي 30 دقيقة يوميًّا.
- ممارسة تمارين القوة (مثل الضغط على الحائط أو رفع الدمبل أو شد شريط المقاومة) مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًّا لبناء كتلة العضلات وزيادة قوتها.
- باتباع الخطوات السابقة يمكنك أن تقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، كما يمكنك أن تعزز من نشاطك البدني، وترفع من فرصة استمتاعك بالحياة.