مدونة عام 2009

ماهية الدرن
الدرن مرض قديم تسببه بكتيريا عصوية الشكل تسمى الميكروبكتيريوم , وتم اكتشاف البكتريا المسببة للمرض عام 1882 بواسطة د. روبرت كوخ، وهو ينتقل من مريض بالدرن الرئوى المفتوح (موجب مسحة البلغم) إلى آخر عن طريق الهواء ( عن طريق الكحة أو البصاق) وغالبا ما يصيب الجهاز التنفسي (الرئتين) وبعضه عن طريق تناول طعام ملوث (كالألبان) غير مبستر ,
 
يصيب جميع الأعمار ولكن تشتد خطورته على الأطفال دون الخامسة والبالغين, معظم المصابين بالعدوى يتمكن جهاز المناعة لديهم من محاصرة جراثيم الدرن ولاتظهر عليهم الاصابة بالدرن اللا في وقت لاحق ما بين 5 إلى 10 % من جملة المصابين ويحدث عادة للمسنين أو المصابين بأمراض مزمنة، حيث يضعف لديهم جهاز المناعة. لذا فان ليس كل مصاب بالعدوى مريض. ثلث سكان العالم ( 1,9 بليون شخص ) مصابون بعـدوى عصيات السل و لا زال السل يقتل ما بين مليونين الى ثلاثة ملايين شخص سنويا، وقد بلغ عدد حالات االإصابات الجديدة بالدرن في المملكة 3878 حالة فى عام 2007م بمعدل إصابة 16 حالة لكل 100000 نسمه من السكان، وسيكون شعار الاحتفال بيوم الدرن العالمى لهذا العام " أنا ملتزم بدحر السل".
 
تننتشر العدوى عن طريق الرذاذ المتناثر من أفواه المصابين بسل الرئتين فعندما يسعل هؤلاء أو يعطسون أو يتكلمون أو يبصقون تنطلق عصيات السل من داخل رئاتهم إلى الهواء حيث يمكنها أن تظل معلقة لعدة ساعات …ولذلك يكون احتمال العدوى مرتفعا عندما يتعرض الشخص عن قرب ولمدة طويلة في مكان مغلق لمريض بسل رئوي يكون البلغم لديه إيجابيا لعصيات السل .الألبان ومنتجاتها غير المعقمة خصوصا من الأبقار قد تصيب بالدرن المعوى او اللمفاوى. يساعد على الإصابة بالعدوى عدة عوامل منها سوء التغذية , الزحام و عدم التهوية الجيدة فى اماكن العمل و المساكن الغير صحية , ضعف جهاز المناعة (مثل المصابين بداء السكري أو المصابين بالفشل الكلوي أو سرطان الدم أو سرطان العقد الليمفاويةاو بعد زرع الأعضاء أو المصابين بالإيدز أو الذين يتناولون عقاقير الكورتيزون أو مدمني الخمر والمخدرات و المشردون)
 
بعد التقاط العدوى واستنشاق الرذاذ المحمل بالعدوى تستقر البكتريا في رئة الشخص السليم، ثم تبدأ بالتكاثر.و تنتقل عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم. تظهر أعراض المرض بعد 4 إلى 12 أسبوع،( وقد تمتد إلى سنوات) . وتصيب بكتريا الدرن بصفة عامة الرئة. تشمل الاعراض بشكل عام ارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق الليلي , نقص الوزن، أو فقدان الشهية للطعام ، النحول والضعف العام، و عند اصابة الرئة يكون السعال الذي يبدأ جافا وما يلبث أن يصبح مصحوبا ببلغم مخاطي , صديدي او مصحوب بالدم , وقد يصحب ذلك آلام الصدر وصعوبة التنفس . اما سل العقد الليمفاوية فيصحبه تضخم غير مؤلم في العقد المصابة,اما سل السحايا أو المخ يكون مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة والصداع والقيء وسل العظام يكون مصحوبا بآلام العظام أو انتفاخات .
 
يتم تشخيص المرض با خذ التاريخ المرضي ومراجعة الأعراض المصاحبة وإجراء الفحص السريري لعلامات المرض و عمل الاختبارات والفحوصات الطبية التي قد تشمل:
 
  • الفحص المجهري للبلغم ثلاث مرات على الأقل لمشاهدة عصيات الدرن (إيجابي المسحة) , مما يعني أن صاحب البلغم مريض وناقل للعدوى .
  • زرعة البلغم للدرن : لمعرفة السلالة و تبين مدى حساسيتها أو مقاومتها للمضادات الدرن . كان ذلك يستغرق عدة أسابيع (تقريبا 6-8 اسابيع) باستخدام المزارع الصلبة , اما الان فتوجود وسائط لزراعة الدرن تعطى نتائج خلال إسبوعين الى ثلاثة.
  • أشعة على الصدر يستدل على وجود الدرن من وجود تجاويف صغيرة أو سائل أو ظلال في الرئتين أو علامات وجود التهاب نشط.
  • في حالة الدرن غير الرئوي ( خارج الرئة ) يتم أخذ عينة من العضو المصاب (العقدة الليمفاوية او العظم او نخاع العظم ) ومن فحصها باثولوجيا و زراعة النسيج
  • اختبار الجلد لا يثبت المرض ولكن يدل على الاصابة بالدرن فى وقت ما.
  • اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل PCR )) لعينات البلغم او الانسجة والسوائل الحيوية, وهذا من الفوحوصات الحديثة التى قد تساعد على سرعة التشخيص خلال ساعات .

للمخالطين :

  • فحص اختبار الجلد للاشخاص الذين لهم اتصال مباشر مع مريض الدرن مثل افراد العائلة والاصدقاء
  • فحص اختبار الجلد للاشخاص الذين لهم اتصال مباشر مع مرضى الدرن مثل العاملين في المجال الطبي وذلك بصفة دورية.
 
اختبار الجلد: وهو ما يعرف باسم اختبار مانتو أو اختبار تيوبركلين وهو اختبار جلدي يتم بحقن بروتين منقى ومشتق من عصيات الدرن(لا يسبب الدرن ) داخل الجلد ويقاس حجم التفاعل بالمليمترات المتكون في مكان الحقن بعد 48 إلى 72 ساعة، وبمقاييس معينة يعرفها الأطباء تتحدد إيجابية الاختبار الذي تدل إيجابيته على أن جرثومة الدرن قد دخلت الجسم يوما ما نتيجة إصابة قديمة أو إصابة حديثة كما تحدث الإيجابية( ولكن بصورة ضعيفة ) لشخص قد سبق تطعيمه باللقاح الدرن.. ولذلك فهو لا يعني إصابة مؤكدة بالدرن.
 
والجدير ذكره أن نصف المصابين بدرن الرئة سوف يموتون خلال 5سنوات، بينما ربع المرضى سوف يشفون ذاتياً لقدرة الجهاز المناعي القوي على احتواء العصيات وقتلها ، المتبقي يظل مصاباً بدرن مزمن ناقل للعدوى للشخص السليمز في الخمسينات من القرن الماضى ظهرت مضادات حيوية فعالة وانخفض معدل الإصابة بالمرض بنسبة 75 في المائة . لقد كان الدرن مرضاً لا شفاء منه على مر الأزمنة.
 
و تتم المعالجة بالأدوية المضادة للدرن المكونة من أربعة ادوية بالاضافة إلى فيتامين (ب6) (البيرود وكسين) تؤخذ على شكل أقراص او كبسولات يومياً لمدة شهرين وهي (الآيزونيازيد، ريفامبيسين، بيرازيناميد، ايثامبيوتول) وبعد ذلك يستمر المريض على نوعين منها (الآيزوينازيد + ريفامبيسين) لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة شهور اخرى لتصل مدة العلاج كاملة مابين ستة إلى تسعة شهور قد تمتد في حالات خاصة إلى سنة ونصف السنة فى حالات إصابة العظام و لإصابة المخ او وجود بكتيريا مقاومة للادوية أو رجوع الالتهاب مرة اخرى بعد تلقي فترة علاج كافية. تتوقف مدة العلاج ونوعيته حسب حالة المريض، وهذا ما يقرره الطبيب المعالج لكل حالة حسب ظروف مرضها. تكون فرصة الشفاء اكثر من 90% بإذن الله, و تكلفة علاج الدرن للشخص الواحد لاتزيد عن 30دولاراً
 
ان مفتاح نجاح العلاج في حالات الدرن هو التزام المريض الكامل بالمدة المطلوبة من العلاج من دون تقصير , فالابد للمريض أن ينتظم علاجه بكل دقة من حيث نوعيات الأدوية وجرعة هذه الأدوية والفترات المحددة لها وكذلك الانتظام في الطعام. ان عدم الاستمرار او عدم الانتظام في اخذ العلاج امراً في غاية الخطورة حيث ان بكتيريا الدرن تتكاثر مما يطيل فترة وتصبح البكتيريا مقاومة للأدوية مما يستدعى استعمال ادوية جديدة لفترة اطول، وغالباً مايكون لتلك الادوية آثارها الجانبية غير المرغوبة.
آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:08 م
عدد القراءات :